بعد سنوات من إهمالها..”القيصرية “في حمص القديمة تنتعش من جديد
حمص- هالة الحلو
لا تزال قيصرية الحرير الأثرية أو سوق القيصرية في حمص تنتظر منذ سنوات ترميمها ، وذلك ضمن ما تم ترميمه في الأسواق الأثرية من صندوق الأمم المتحدة الإنمائي undp ، إلاَّ أن دورها لم يأت حتى الآن .
ولأن أضرارها جزئية وليست كلية ( كما حدث في الحمام الصغير الذي بكل أسف تحول إلى أنقاض بعد أن تم إهماله بشكل كامل ) ، فقد راودت أحدهم فكرة استثمار الفناء السماوي للقيصرية ، وهو باحة مرصوفة بالحجر البازلتي وتتوسطها بركة مياه، وعندما أقيم مؤخراً ذلك المشروع الصغير المتمثل بالمقهى، جذب على الفور الكثير من الرواد لكون القيصرية معلماً مهماً وجميلاً من حمص القديمة وتتوسط أسواقها الأثرية .
وعلى سبيل التنويه .. فإنه في السياق العام وخلال السنوات السابقة ازدادت المقاهي بطريقة ملحوظة قياساً بما قبل عام ٢٠١١ ، وخاصة المقاهي البسيطة التي تكتفي بتقديم المشروبات الساخنة والباردة والنرجيلة و الإنترنت ، ربما لأن الاستثمار في المقاهي هو الأقل عرضة للمخاطر الاقتصادية في زمن الاقتصادات المتأزمة ، نظراً لانخفاض تكاليفه وارتفاع عوائده قياساً برأس المال الموضوع ، بدلالة إتخام وتخمة المدن السورية بالمقاهي .
وبالعودة للقيصرية، فإن لمسة التأهيل والإنعاش المتمثلة بالمقهى اقتصرت على طابقها الأرضي ، لكن الطابق العلوي بقي مع الكثير من التهدمات في الأقواس والعقود الحجرية وفي الأعمدة والأرضيات ، و لأن قيصرية الحرير ملكية خاصة وليست مستملكة من مديرية الآثار ، فإن الترميم يقع على عاتق المالكين ، أو سينتظر دوره ضمن مراحل تأهيل الأسواق الأثرية من “undp” ، أو قد يشجع المرسوم (١٣ ) الخاص بالمدن القديمة في حلب وحمص ودير الزور وما تضمنه من تسهيلات وإعفاءات مالية وضريبية لمختلف الفعاليات ، قد يشجع المالكين على القيام بالترميم على نفقتهم الخاصة في هذا العقار كما في غيره .
رئيس لجنة الأسواق في حمص ، صلاح الرئيس أكد أهمية القيصرية بقوله : لعبت على الدوام دوراً مكملاً للأسواق ، وكان نشاطها يتركز على تجارة الحرير الطبيعي والمنسوجات الحريرية ، وحافظت على مدى عقود كثيرة على شكلها وبنائها من أقواس حجرية وأعمدة ( عشرون عموداً من الحجر الأبيض ) وأروقة ومحال ( أربعون محلا) وبركة ماء وبئر يدوية وباب خشبي كبير مصفح بالتوتياء بارتفاع خمسة أمتار ، وتتألف من طابق أرضي يعود بناؤه لعام ١٣٠٠ م أثناء الفترة المملوكية كان بمنزلة تجمع لكبار تجار الأقمشة، وطابق علوي مخصص للمبيت والاستراحة ، ويعود بناؤه إلى ١٨٥٠ م أثناء الفترة العثمانية، وتتوسط القيصرية الأسواق القديمة مثل النوري ، العطارين ، الفرواتية ، المعرض ، الخياطين ، الحرير، منوهاً إلى أن الأمانة السورية للتنمية بالتعاون مع المحافظة ومجلس المدينة والآثار ولجنة الأسواق عملت على إعداد الدراسات الخاصة بتأهيل الأسواق الأثرية ، وتاليا ستكون القيصرية ضمن الأولويات عند إتمام ترميم ما تبقى من تلك الأسواق .