هل الحل في العودة إلى عصر الأجداد؟.. خزانات حصاد المياه تخفف من معاناة المناطق الجبلية

طرطوس – رفاه نيوف:

في ظل ما يعانيه سكان المناطق الجبلية بمحافظة طرطوس من نقص في مصادر المياه، الذي انعكس سلباً على الواقع الزراعي في مختلف مناطق المحافظة، وخاصة القمح والتبغ، ما دور المجتمع الأهلي والمحلي مع غياب الكهرباء وقلة المحروقات، وبالتالي توقف محطات ضخ المياه عن العمل إلّا لساعات قليلة؟ وهل التوجه نحو إقامة خزانات لتجميع المياه هو الحل الأجدى والأمثل وخاصة في المناطق الجبلية التي لا يمكن إقامة سدود فيها، وهل يمكن تمويلها؟
حل جزئي
يرى المواطنون في القرى الجبلية أن فكرة إقامة الخزانات الأرضية لجمع مياه الأمطار وجدت منذ زمن الآباء والأجداد وما زالت مستمرة, فكل منزل في القرى الجبلية يؤسس لخزان في منزله، يستفيد منه في كل الأعمال المنزلية, إضافة لسقاية المزروعات قرب المنزل، ولكنه كما يقولون لا يكفي طوال فصل الصيف فيضطرون لشراء مياه الصهاريج وقد تجاوز سعر الصهريج سعة /20/ برميلاً الـ/40/ ألف ليرة. أما عن إقامة خزانات ضمن الأراضي الزراعية فيرونها بالنسبة لهم غير مجدية، فقد تكون حلاً مؤقتاً وليست حلاً جذرياً، وخاصة في ظل تشتت الحيازات الزراعية وصغرها، وهنا تصعب إقامة خزانات لإرواء كل الأراضي، ويرون أن هذا العمل يجب أن تقوم به “الموارد المائية” وليس المجتمع الأهلي, وإن كان للمجتمع الأهلي دور في هذا المجال فلا بدّ من تقديم القروض الميسّرة لإقامة الخزانات.
المصرف الزراعي يدعم الفكرة
المصرف الزراعي في طرطوس يدعم ويشجع إقامة الخزانات الإسمنتية لسقاية المزروعات في أنحاء المحافظة، كما أكد المهندس قصي عبد اللطيف مدير «زراعي» طرطوس, مبيناً جاهزية المصرف لتمويل الخزانات وذلك ضمن الشروط الموضوعة التي تتضمن تمويل 50% من قيمة الإنشاء وفق بيان تكلفة مصدق من نقابة المهندسين أو البلدية التي يتبع لها المشروع، وهو قرض متوسط لمدة خمس سنوات، والهدف من الخزانات استخدامها في الريّات التكميلية الداعمة لموسم التبغ والأشجار المثمرة والزراعات البعلية، أما الزراعات المروية فلا تمويل للخزانات لها .
توجه صحيح
يضيف رئيس دائرة الأراضي والمياه في مديرية زراعة طرطوس المهندس حسان يوسف: إن التوجه لإقامة سدّات مائية وخزانات سطحية لحصاد المياه في قرى محافظة طرطوس يعد توجهاً صحيحاً ونشجع عليه لزيادة المساحات المروية عند المزارعين وتزويد الثروة الحيوانية بمياه الشرب, إضافة لأهميتها في المساعدة على إطفاء الحرائق .
زيادة الاعتمادات
مدير الموارد المائية في طرطوس المهندس محمد محرز يرى أن الاستفادة من أي مصدر مائي: مجرى مائي، نبع، مياه أمطار أو ينابيع ومسيلات مائية ضرورة ملحة في هذا الوقت، وخاصة في ظل ما نعانيه من عطش خلال فصل الصيف في قرانا الجبلية وفي ظل عدم إمكانية تنفيذ سدود وخاصة في منطقة القدموس بسبب الطبيعية الجغرافية للمنطقة، مشيراً إلى أن المديرية تعمل ما بوسعها وضمن الإمكانات المتاحة على حصاد المياه في المناطق الجبلية عن طريق إقامة سدّات مائية بهدف رفع نسبة الاستفادة من الهاطل المطري، من خلال إقامة أكبر عدد ممكن من السدّات على مجاري المسيلات, وخاصة في المناطق الجبلية العطشى, إضافة إلى إعادة وتأهيل وتوسيع بعض السدّات القائمة وذلك بالتنسيق مع مديرية الزراعة والبلديات المعنية, وحالياً تم تنفيذ واستثمار سدتي البيرة على سفح جبل النبي متّى بقيمة /94/ مليون ليرة وسدة السميحيقة على أحد روافد نهر بانياس بقيمة /149/ مليون ليرة، وهناك سدتان قيد الإنشاء سدة بمنّة وسدة عين دليمة، إضافة إلى وجود دراسة لسدتي خربة مكار بمنطقة القدموس وسدة قنية وثماني سدّات مستطلعة.
وأشار محرز إلى أهمية دعم هذه المشروعات وزيادة الاعتمادات اللازمة لها للوصول إلى كل القرى العطشى وخاصة في ريفي القدموس والشيخ بدر برغم الصعوبات التي تواجه أعمال حصاد المياه ومنها التموضع الجغرافي السيىء في المناطق الجبلية بريف القدموس ما يتطلب تكاليف كبيرة للتكتيم (في حال الصلاحية فنياً) ويجعل الميزان الاقتصادي سلبياً .
جمعية لمستخدمي المياه
لا بدّ من التوسع في إقامة مشروعات حصاد المياه من خلال التعاون مع مديرية الزراعة والوحدات الإدارية والجمعيات الفلاحية ذات العلاقة، إضافة لتشجيع الروح الجماعية في إقامة جمعيات لمستخدمي المياه على المصادر المائية لترشيد الاستهلاك وتحقيق الاستثمار الأمثل وتقديم الدعم اللازم من قبل الحكومة لإنجاح هذه المشروعات ( قروض – دعم فني – حفر آبار – خزانات مياه ).

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
سورية وروسيا تحييان الذكرى الثمانين لإقامة علاقتهما الديبلوماسية في أمسية موسيقية بدار الأسد بدمشق الرئيس الأمريكي جو بايدن يتنحى عن الترشح لخوض انتخابات الرئاسة تستهدف ٢٧٣٦٦٤ طفلاً.. انطلاق الحملة الوطنية الشاملة للقاح الأطفال في حماة سورية ترحب بقرار محكمة العدل الدولية المتعلق بالآثار القانونية الناشئة عن سياسات الاحتلال الإسرائيلي في الجلسة الختامية للبرلمان العربي للطفل… الأمين العام يقدم الدروع التذكارية وبطاقة شكر للوفد السوري المشارك مادورو: انتخابات الرئاسة المقبلة ستحدد مستقبل فنزويلا قضية الإعاقة جزء من السياسة الوطنية للدولة تجاه المواطنين.. الوزير المنجد: المرسوم رقم 19يطور البيئة المؤسساتية المسؤولة عن ملف الإعاقة  135 ألف طفل مستهدف بالجولة الثانية لحملة اللقاح في حمص الوزير ابراهيم يبحث مع القائم بالأعمال بالإنابة في السفارة السودانية بدمشق علاقات التعاون العلمي والبحثي إذا كبر ابنك "خاويه" وإن كبر أبوك عليك أن ترعاه