كيف يتم إقناعك لتشتري منتجاً ما؟
تشرين- نور حمادة:
يعد فن الإقناع من المهارات التي يتمتع بها البعض، والتي تمكنهم من تغيير سلوكيات وقناعات وتصرفات الآخرين تجاه شخص أو حدث أو فكرة معينة، فهل توقفت يوماً لتسأل نفسك وتميل إلى استخدام خدمة معينة لا شعورياً، وتتخيل أنها نابعة من اختياراتك الحرة، هي ببساطة عملية خفية من طرق الإقناع المتعددة التي تتم غالباً من خلال إيصال رسالة أو مشاعر أو معلومات للطرف الآخر أو هي مزيج من ذلك.
وغالباً يكون الأشخاص المُقتنعون لديهم ثقة عالية بأنفسهم، تجعلهم يتصرفون على طبيعتهم، لأن التصنّع يفقد الناس الرغبة في النظر إليك.
هذا برأي سامر مدير شركة سياحة وسفر، ويتابع: أتنازل عن بعض آرائي، وأعترف بأن الأفكار التي أعرضها ليست دائماً مثالية، وهذا يعطي انطباعاً إيجابياً عند الموظفين لدي، وأشعرهم بأنني شخص منفتح وقابل للتفاوض، وأن مصلحتهم محل اهتمامي، وأحاول أن أكون مستمعاً فعالاً يصغي لأفكار الآخرين، ولست من النوع الدكتاتوري، الذي لا يهمه شيء سوى فرض آرائه على الآخرين، وهذا سّر نجاحي في عملي.
كما يمكن للمتحدث تعزيز قوة الإقناع لديه من خلال اعتماده في موضوعه المطروح على مصدر يتسم بالمصداقية والحداثة، وأن تكون رسالته واضحة لا غموض فيها، وأن تتسم بالتسلسل المنطقي، مع اختيار عبارات مناسبة، بعيدة عن الجدل ومراعاة الجمهور المتلقي، كالاختلافات الثقافية والانفتاح الذهني، وهذه الطريقة تتبعها منى معلمة للمرحلة الابتدائية مع طلابها وتقول: طرح الأفكار بشكل متسلسل، واستخدام أساليب مختلفة لتعزيز فكرتك، والتفاعل الإيجابي مع الطلاب باستخدام البراهين، والانضمام للمجموعة، وتوضيح أهمية الشيء من أهم مهارات الاتصال وإجادة فنون الحوار، وهذا ما يجعل الحصة الدرسية الخاصة بي ممتعة لدى طلابي.
وعندما يتعلق الأمر بفن الإقناع فإن طريقة قولك للشيء أهم من محتوى الكلام نفسه، لذلك لغة الجسد الإيجابية تعمل على لفت انتباه المستمعين إليك، وتوحي لهم بأن ما تقوله هو الصواب بعينه، وتوضح الدكتورة نيفين مصرية اختصاصية في الصحة النفسية أن لغة الجسد والتواصل البصري والكاريزما والإيماءات وتعبيرات الوجه، واستخدام نبرة صوت حماسية، من أساسيات فن الإقناع وشد الاهتمام التي يستخدمها المحترفون عند محاولة إقناع الآخرين.
وتؤكد نيفين أن الشخص الناجح والقادر على إقناع الآخرين، يجب أن يكون مستمعاً بارعاً ينصت للآخرين، ويتفهّم وجهة نظرهم، ويتحلى باللباقة والاحترام، وأن يتسم الحوار بالهدوء والإيجابية، والتحلي بالثقة بالنفس والصبر مع كل كلمة يقولها، بعيداً عن التشنج والتحيز والعصبية، لكي يتفاعل الآخرون معه ويقتنعون بأفكاره.
وتتابع نيفين: من يود إقناع الآخرين عليه أن يكون مطلعاً على كثير من الأمور، وعلى دراية بشؤون الحياة المختلفة، ويحتاج إلى نوع من التثقيف الذاتي، ويتمتع بالذكاء اللغوي والطاقة الإيجابية، كما يجب أن يكون لديه تفكير منعكس يدرس صفات واهتمامات الآخرين، ويناقشهم في آرائهم، وفي المقابل يركز على نقاط القوة لديه وكيف يكون محط اهتمام.
لذلك فإن المحاور الناجح يبني تواصلاً إنسانياً مع الآخرين بإيجاد نقاط مشتركة، واستخدام عبارات لطيفة بعيدة عن أسلوب التجريح، الذي يجعل الطرف الآخر معانداً، حتى لو كان يعي أنه على خطأ، والتحدث عن الجوانب الإيجابية لديه قبل السلبية، لأنها تزيد نسبة الاقتناع، ومخاطبة المتلقي باسمه، لكون عقله الباطن يستجيب لا إرادياً حين سماع الاسم ويصبح أكثر تجاوباً، وأن تكون دائماً على وجه المحاور ابتسامة صادقة، لتسهيل توصيل المعلومة والابتعاد عن لغة التصميم وفرض الأوامر وإعطاء مساحة للتعبير والالتزام بموضوع محدد.