دراسة تحلل أسباب الشعور بالخجل أثناء المحادثات
تشرين:
الخجل مشكلة تؤثر في شخصية الفرد وتشل طاقاته وتحد من سلوكه الاجتماعي والنفسي، وأن فكرة الاختلاط بالآخرين تصيب بعض الأشخاص بالخجل أو الإرباك، بينما يصاب البعض بقشعريرة في حفل ما ، أو ربما متاعب جسدية من فكرة تولي تقديم عرض في غرفة تغص بالبشر.
وتشير الدراسات إلى أن الاتصاف بالخجل يعود في 30 % منه إلى الجينات الوراثية، بينما يُعزى فيما عدا ذلك إلى تأثيرات البيئة المحيطة.
وهناك بحث جديد قدم دليلاً على أن الخجل يرتبط بتقليل التقليد السلوكي من خلال زيادة التركيز على الذات أثناء التفاعلات الاجتماعية الجديدة.
وقالت الباحثة البروفيسورة كريستي بول، أستاذة علم النفس بـجامعة واترلو: يُعتقد أن التقليد السلوكي – النسخ التلقائي لأفعال الآخرين – قابل للتكيّف لأنه يشير إلى الاهتمام الاجتماعي ويزيد من الإعجاب بين الأشخاص ويسهل التفاعلات الاجتماعية السلسة، مضيفة: نظراً لأن الأفراد الخجولين يميلون إلى الشعور بالعصبية أثناء التفاعلات الاجتماعية الجديدة، أراد فريق الباحثين القيام بفحص ما إذا كان الأشخاص الخجولون أقل عرضة لهذا السلوك الاجتماعي التكيفي، إضافة إلى الآليات التي يمكن أن تفسر هذه العلاقة.
وشارك 150 طالباً جامعياً في جلسة عبر منصة «زووم» مسجلة مع أحد الباحثين، والذي قام بطرح سلسلة من خمس أسئلة موحدة وأداء سلوك مخطط له بشكل مسبق أثناء طرح كل سؤال، وأكمل المشاركون بعد ذلك تقييماً للانتباه الذي يركز على الذات، حيث أبلغوا عن مدى موافقتهم أو عدم موافقتهم على عبارات مثل “كنت أركز على ردود أفعالي الداخلية” و”كنت أركز على الانطباع الذي كنت أتركه الشخص لدى الآخر.
واكتشف الباحثون أن 42% من المشاركين قاموا بتقليد الباحث مرة واحدة على الأقل، إذ يميل المشاركون ذوو المستوى الأعلى من الخجل أيضاً إلى الإبلاغ عن مستوى أعلى من التركيز الذاتي أثناء الجلسة، علاوة على أنهم كانوا أقل عرضة لإظهار التقليد السلوكي.
وقالت البروفيسورة بول: إن الدراسة توصلت إلى أن الطلاب الجامعيين أصحاب المستويات الأعلى من الخجل كانوا أقل عرضة لتقليد سلوكيات المجرب أثناء التفاعل الاجتماعي عبر الإنترنت وهو ما تم تفسيره من خلال المستويات المرتفعة من التركيز الذاتي أثناء التفاعل.
وأوضحت البروفيسورة بول أن تفسير هذه النتيجة “على أنها تشير إلى أن الأفراد الخجولين ربما يركزون انتباههم على الداخل أثناء التفاعلات الاجتماعية الجديدة (مثل التركيز على نبضات قلبهم المتسارعة)، ما يمكن أن يعوق الاهتمام الذي يجب أن يُولى للشريك الاجتماعي، ويلعب في نهاية المطاف دوراً في تقليل احتمالية أن ينخرطوا في محاكاة سلوكية.