في الذكرى ال 16 لانتصار المقاومة اللبنانية 2006..ثبات على الخيار الأمضى
كتب المحرر السياسي:
انتصار المقاومة اللبنانية على “إسرائيل” في معركة تموز 2006 يعدّ تحولاً مهماً في تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي. هذه المعركة كانت المواجهة الأولى بين المقاومة اللبنانية و”إسرائيل”، بعد طرد العدو من الجنوب اللبناني في العام 2000، بفعل الاستنزاف الذي نفّذته المقاومة، ما أجبر العدو على الاندحار تحت جنح الليل وهو يجرّ أذيال الهزيمة.
كما أنها المواجهة الأولى التي أخذت نمط الحرب العسكرية بين المقاومة اللبنانية والعدو، والتي امتدت لنحو 21 يوماً، واستخدم فيها العدو مختلف أدواته وقدراته العسكرية، وهي المعركة الأولى في تاريخ الصراع مع العدو التي تخللها اجتياح بري لـ”الجيش” الصهيوني، والتي انتهت بانسحابه بمجرد وقف إطلاق النار، على غير عادة الحروب التي شنتها “إسرائيل” .
أفشلت حرب تموز العقيدة العسكرية الصهيونية التي ترتكز على الحرب الخاطفة والحسم السريع ونقل المعركة إلى “أرض العدو”، وذلك للحفاظ على تماسك جبهته الداخلية، وهو ما أحبطته المقاومة، إذ نقلت المعركة إلى عمق العدو، وضربت صواريخها مدنه ومواقعه، وانتهت المعركة من دون أن يحسمها العدو لمصلحته، وفشل في تحقيق أهدافه منها.
لسنا في صدد استعراض ما حققته المقاومة من إنجازات في معركة تموز 2006، لكن ثمة إشارات مهمة إلى عدد من السوابق التي أثبتتها المعركة، على اعتبار أنها بداية لسلسلة من المعارك التكتيكية.
خلال 15 عاماً، وبعد معركة تموز 2006، خاضت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة 5 مواجهات عسكرية، كانت آخرها قبل أيام قليلة ورغم أن العدو لم يستطع حسم أيّ من تلك المعارك، فإن الفارق بين أداء المقاومة الفلسطينية في المواجهة الأولى، “معركة الفرقان” 2008/2009، والمواجهات التالية يعكس تطور أداء المقاومة من حيث المقدرات والتكتيكات العسكرية، وكثافة النيران وتنوعها، وقيادة مسرح العمليات، والتحكم والسيطرة، والعمل الاستخباراتي والأمني، والتنسيق بين مكونات محور المقاومة.
اليوم وبعد ١٦ عاماً على انتصار المقاومة لاتزال أصداء ما حققته ماثلة في الذاكرة بعد 33 يوماً من القتال والصمود ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تجرعت في نهاية عدوانها آنذاك مرارة الهزيمة النكراء.
نصر المقاومة في آب 2006 شكل نقطة مشرقة في تاريخ المقاومة.
لكن الأهم أن الدروس المؤلمة التي سيتلقاها عدو الاحتلال رغم ترسانته العسكرية المتطورة وإجرامه اللامتناهي ستكون كثيرة بإرادة قوى المقاومة في فلسطين ولبنان وبدعم من سورية والشرفاء في بقية الدول لاستعادة الحقوق المغتصبة ودحر الاحتلال الإسرائيلي.
وتتزامن الذكرى السادسة عشرة لانتصار المقاومة اللبنانية هذا العام مع الانتصار الذي حققته المقاومة الفلسطينية الأسبوع الماضي ضد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة والذي استمر 3 أيام والذي لم يزد المقاومة الفلسطينية إلا وحدة وصلابة وإصراراً على التصدي ومواجهة جرائم الاحتلال الموصوفة ولتخطّ دروساً جديدة في الصمود والتضحية ضد المحتل
من قطاع غزة المحاصر ، إلى جنوب لبنان ، إلى كل جبهات محور المقاومة ثمة رسالة واحدة وواضحة ، أن المقاومة هي الخيار الأمضى في مواجهة العدو الإسرائيلي ، وأعوانه وداعميه ويوماً بعد يوم يتأكد صواب ورسوخ هذا النهج ، رغم هرولة البعض ومحاولات تسويق طروحات وأفكار ، لم ولن يكتب لها المرور ، طالما بقيت الحقوق العربية مغتصبة .