عيدُ كلّ الأعياد والأيام
أينما جُلنا بناظرنا تطالعنا صور أبطال الجيش العربي السوري، نراها حاضرةً متجسدةً فيما ننعم به اليوم من خير وما نعيشه من أمل وأمان.. نراها ونحن ذاهبون إلى عملنا بأمن وطمأنينة، نراها في صور أطفال المدارس وطلاب الجامعات، وغيرها الكثير من الصور التي ما كان لها أن تكون حاضرةً ومستمرة لولا التضحيات الجسام التي قدمها أبطال جيشنا الباسل الصامد.
في الذكرى الـ77 لتأسيس الجيش العربي السوري، نقف إكباراً وإجلالاً لمن بسط الأمن والأمان، ووقف في وجه الاحتلال والإرهاب على مرّ العقود حتى يومنا الحاضر، وحرّر الأرض، ومازال يواصل معركة التحرير حتى عودة كل شبرٍ محتل إلى حضن السيادة السورية.
سبعة وسبعون عاماً من وجود الجيش العربي السوري، تعني لنا وللأمة العربية الكثير، تعني ملاحم الأمجاد والبطولات والانتصارات، حتى أوقات الهزيمة كانت أوقات انتصارات عبر المواجهة والتصدّي والصمود والإيمان والعقيدة التي كانت ومازالت أدوات وسلاح الجيش العربي السوري في خوض المعارك على اختلاف تسميات العدو، وعلى اختلاف الجبهات المفتوحة، من فلسطين إلى مصر ولبنان.
منذ بداية الحرب الكونية على بلدنا الحبيب، كان لاخوف علينا، وبعد مرور 12 عاماً من الصمود والتحدي نأبى أن يلازمنا، أو أن يرافقنا الخوف بوجود أبطال الجيش العربي السوري، فكل قطرة دمٍ سالت من الشهداء تنير لنا قادمات الأيام، وكل قطرة عرقٍ على جبين أحد الجنود على الجبهات تحمي الحاضر، وتصنع المستقبل، وكل جرح أصيب به أحدهم هو دافعٌ قوي نحو البناء والحياة والنهوض من جديد كما ينهض طائر الفينيق من تحت الرماد، وهنا الجدير ذكره أن هذا الطائر لم يعد أسطورة تُروى بل إن كل جندي من جنودنا البواسل هو طائر الفينيق ذاته، وهو قطرة الغيث التي تروي الأرض بعد عطشها، وتنبت سنابل القمح الذهبية. الرحمة والخلود لأرواح شهدائنا الأبرار والشفاء العاجل لجرحانا الأبطال الذين سطروا بدمائهم صفحات العزة والإباء.