مدير «أكساد» يحذر : التصحر يهدد الأمن الغذائي العربي.. و٤٤ مليار دولار الفجوة الغذائية
تشرين:
حذر الدكتور نصر الدين العبيد مدير عام المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد » من مخاطر التصحر حيث يهدد سبل العيش لأكثر من مليار شخص يعيشون في 100 بلد في العالم، مشيراً إلى أنه على المستوى المنطقة العربية فإن الأراضي القاحلة تشغل 70% من مساحة الوطن العربي وأن 20% من الأراضي الزراعية مهددة بالتصحر ويخسر العالم سنوياً 10 ملايين هكتار، وعربياً ما بين 60 ألفاً– 80 ألف هكتار سنوياً.
وقال مدير «أكساد»، في كلمته على هامش الاحتفال باليوم العالمي للتصحر والجفاف، اليوم العالمي للتصحر في 17يونيه من كل عام: إن نصيب الفرد في المنطقة العربية من الأراضي تراجع إلى أقل من 1.5 هكتار وبلغ عدد السكان أكثر من 300 مليون نسمة ما تسبب بفجوة غذائية قاربت 44 مليار دولار، موضحا أن تقارير الأمم المتحدة تشير إلى أنه لتلبية حاجة الفرد من الغذاء والكساء يتطلب توفير 3 هكتارات للفرد رغم ارتفاع معدلات التصحر عالمياً بسبب الأزمة البينية التي يعيشها العالم والتي تهدد الأمن الغذائي العالمي من جراء تعاظم التصحر وزيادة السكان في العالم إلى أكثر من 7 مليارات شخص.
وأضاف «العبيد»: وفقاً لسيناريو تغير المناخ سيعيش العالم في عام 2030 ما يقرب نصف سكان العالم في مناطق تعاني من ندرة المياه بصورة كبيرة، وأن منظمة «أكساد» منذ إنشائها في مطلع السبعينيات من القرن الماضي ، تعمل على تنمية الموارد الطبيعية وتحسين سبل العيش في المناطق الجافة وشبه الجافة من الوطن العربي ، وخاصة مكافحة التصحر وتدهور الأراضي والجفاف والعواصف الغبارية والرملية دور بارز في أنشطة أكساد للحد من خطورة الوضع بالنسبة للأمن الغذائي العربي حاضراً ومستقبلاً (أذا لم تتخذ اجراءات جدية لوقف التصحر وتحييد تدهور الأراضي والتخفيف من الجفاف).
وأوضح مدير «أكساد»، أن كافة مشاريع مراقبة التصحر ومكافحته التي ينفذها «أكساد» تأخذ بعين الاعتبار مشكلة تدهور الأراضي والتخفيف من التغيرات المناخية ، ولها نتائج إيجابية منها حماية التربة وتراجع عمليات الانجراف الريحي وانخفاض كمية التربة المفقودة بسبب الانجراف والحد من حركة وتثبيت الكثبان الرملية.
ودعا «العبيد» المجمع الدولي إلى التعامل مع الأرض بوصفها رأسمالاً طبيعياً محدوداً وثميناً يجب إعطاؤها الأولية للمحافظة عليها كمورد رئيسي لتأمين الغذاء والكساء لملايين البشر. ولذلك جاء عنوان يوم التصحر لهذا العام ”النهوض من الجفاف معاً “، مشيراً إلى تنفيذ «أكساد» عدداً من المشروعات بالمنطقة العربية للحد من مخاطر التصحر.
وأوضح مدير «أكساد»، أن هذه الأنشطة شملت مراقبة التصحر لمساحة مليون هكتار بمنطقة البشري في سورية، وإعادة تأهيل 5000 هكتار في هذه المنطقة، ومكافحة زحف الرمال وتنمية المراعي لمساحة 2000 هكتار في منطقة هريبشة وكباجب بالبادية السورية، ومسح الموارد الطبيعية لمساحة 3.5 ملايين هكتار من هذه المناطق.
ولفت «العبيد»، إلى المراقبة السنوية للتغير المناخي في الغطاء النباتي باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد لكامل أراضي الوطن العربي ، ومكافحة التصحر لمساحة 2000 هكتار في منطقة صبحا والصرة بالبادية الأردنية، و6000 هكتار في مصر موزعة على واحة سيوة ومطروح وسيناء، وفي السهوب الجزائرية 4000 هكتار، وفي السعودية 2000 هكتار بمنطقة العمارية ، مشدداً على أهمية دور المنظمات الدولية في تسليط الضوء على واحدة من أهم المخاطر واسعة الانتشار في أراضي المناطق الجافة وشبه الجافة من العالم، وخاصة في عالمنا العربي، واستشعاراً منا بخطورة التغيرات المناخية والمتمثلة بالجفاف وارتفاع درجات الحرارة .
ولفت «العبيد»، إلى أهمية تعزيز الجهود الدولية الرامية إلى الحد من التصحر والتخفيف من آثار الجفاف عن طريق إعداد السياسات والإستراتيجيات الوطنية والإقليمية ، والتأهب للإنذار المبكر وتقييم المخاطر وحصر الأضرار ، وما احتفالنا هذا إلا استجابة منا كمنظمة عربية إقليمية و تجاوباً مع المتطلبات الدولية ، ودعماً للمؤسسات الوطنية المعنية في الدول العربية.
وأكد مدير «أكساد» استكمال المشروعات العربية الجادة للمحافظة على الموارد الطبيعية من خلال تقديم الخبرات المتنوعة والمتراكمة، ومنها الإدارة المستدامة للأراضي ، وترشيد استخدامات المياه ، واستنباط الأصناف المحصولية المقاومة للجفاف والأشجار المثمرة المتحملة للإجهادات البيئية وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة والتخفيف من الآثار السلبية للجفاف والتغيرات المناخية .
وأشار «العبيد»، إلى أن مركز «اكساد» نفذ العديد من المشاريع الرائدة لمكافحة التصحر وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة، ومتابعة تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر ومبادرة تحييد تدهور الأراضي والذي يعتبر أحد غايات الهدف 15 من أهداف التنمية المستدامة ويعمل على الحفاظ على موارد الأراضي وبشكل منسجم مع أولويات التنمية المستدامة الوطنية في الدول العربية.