“التطفل” تحلّق بالفنانة التشكيلية صبا رزوق إلى العالمية
ديما الخطيب
خريجة كلية الفنون الجميلة ثم محاضرة فيها في قسم العمارة الداخلية، شاركت في العديد من المعارض الفنية في سورية وعدد من دول العالم، واستطاعت رغم صغر سنها تحقيق الكثير في وقت وجيز، من دون أن ترجّح النوع على الكم، ومن دون أن تختار الطريق السهل في الوصول إلى العالمية.. مع الفنانة التشكيلية صبا رزوق أجرت “تشرين” الحوار التالي:
• لنتحدث بدايةً عن نيلك جائزة السلام الدولي في المعرض الدولي الخامس عشر في اليابان؟
خلال وجودي في الصين شاركت في العديد من المعارض، كما أنني عضو في أكاديمية “هونغ كونغ” للفنون كفنان خاص متميز، وسبق ونلت جائزة التميّز من الأكاديمية، وبسبب نشاطي الفني في أكاديمية “هونغ كونغ” للفنون وأكاديمية اليابان الدولية وغيرهما من أكاديميات الفن والصالات الفنية تمت دعوتي من رئيس أكاديمية اليابان الدولية لبحوث الفن للمشاركة في المعرض الذي ضم أكثر من 200 فنان من جميع أنحاء العالم، و تم اختيار عملي “التطفل” لجائزة السلام الدولية.
• ما التفاصيل الخاصة بك كفنانة وبلوحتك المشاركة؟
مارست الفن بسبب شغفي به منذ الطفولة، وصقلت هذه الموهبة عند دخولي الى كلية الفنون الجميلة في دمشق، وشاركت في العديد من المعارض الفنية وورشات العمل التي كانت تقام برعاية وزارات الثقافة والسياحة والتربية ونلت العديد من الجوائز في سورية. كما أن تجربة التدريس في كلية الفنون الجميلة وكلية الهندسة المعمارية أعطتني خبرة أكبر، سافرت بعدها الى الصين لدراسة الماجستير في هندسة الغزل والنسيج بتخصص تصميم الأزياء، وشاركت في العديد من المعارض الفنية في الصين وهونغ كونغ واليابان وهناك معارض قريبة في اوروبا.
• ما أهمية مثل هذه الجائزة في مسيرتك الفنية؟
كل خطوة و نجاح بحياة الفنان يدفعانه للأمام ليقدم الأفضل، وسعدت جداً لنيلي جائزة السلام الدولية، فقد تمت دعوتي لأكون عضوا في “أكاديمية اليابان الدولية لبحوث الفنNPO” وثم الانتساب.
كما تمت دعوتي إلى معارض في اوروبا مباشرة عند افتتاح المعرض بالتنظيم مع مكتب الشؤون الثقافية في وزارة الخارجية الصينية وبالتعاون مع بعض السفارات في اوروبا
• لنتحدث عن اللوحة المشاركة (التطفل) لماذا اخترت هذا العنوان ومن أين استوحيت الفكرة؟
التطفل مفهوم واسع و لكن يمكنني ايجازه في هذه اللوحة بنوعين: تطفل طبيعي وإرادي بحيث إن كل كائن على هذا الكوكب يمثل التطفل الطبيعي، إذ نتطفل على بعضنا بعضا أو نتطفل على الطبيعة والحيوان والبيئة .. الخ، وهناك التطفل اللاإرادي وغير الطبيعي، على سبيل المثال أطلق البعض على من سافر إلى بلدان أخرى بالمتطفلين على عملهم وشوارعهم وعاداتهم وهذا ما حصل مع بعض الشباب السوريين ممن اضطروا للسفر، لكن الشباب السوري أثبت بنشاطه وإرادته القوية أنه مساهم في هذا المجتمع وليس متطفلاً عليه، فحقق نجاحاً في كل المجالات مشاركاً ومطوراً. وهذا ما حاولت إيصاله في اللوحة، إثبات نجاحك في مجتمع مختلف وإضافة الإيجابية والفائدة في وجودك.
• ما التقنيات التي استخدمتها في “التطفل”؟
استخدمت ألوان “الإكريليك” واعتمدت على دلائل اللون في إيصال فكرة اللوحة.
• بين مشاركاتك في معارض وزارة الثقافة والمعارض الخاصة، أيها الأقرب إليك؟ وهل من معرض فردي قريب؟
شاركت في سورية و بعض البلدان بمعارض تابعة لوزارة الثقافة وأنا أُقدّر كل الجهود التي تبذلها وزارة الثقافة لدعم الفن، فهذا يدل على يقين الوزارة بأن الفن التشكيلي انعكاس لحضارة البلد، و أعتقد أنه على الفنان أن يشارك في هذه المعارض كي يكتسب المزيد من الخبرات، فالفنان هو نتاج خبرات و تجارب يكتسبها عبر التنوع والمعرفة في مختلف الثقافات والأساليب ليبحر في أعماق ذاته وإلى اللانهاية.
وأعمل حالياً على التحضير لمعرض فردي ولكن بعد كل لوحة أكتشف أن بمقدرتي أن أقدم أفضل، ولذلك أريد إرضاء نفسي أولاً ومن ثم سأقيم معرضا فرديا، وبسبب هذا الدعم الكبير من الأخيار في بلدي، و دعم زوجي وعائلتي أشعر بدافع كبير لإخراج كل مهارتي ومقدرتي في معرض فردي قريباً
• في كلية الفنون بمن تأثرت صبا رزوق؟
كمدارس فنيّة أنا أؤمن بأن الفن لا قيود له، بحيث هناك أساسيات وفهم للتكوين واللون والأساليب والمدارس، ولكن على الفنان أن يبقي تجربته وبصمته الشخصية على اللوحة لتأخذه إلى ما يعبر عنه وعن مقدرته بغض النظر عن أي قيود.. أما تأثري بشخصية ونجاح فنان درسني في مرحلة البكالوريوس فهو الدكتور “علي السرميني” رحمه الله، كان فناناً مثقفاً ومحباً للجميع ولوحته مفعمة باللون والمعاني والمشاعر.
• ما رأيك بالفن الرقمي، ولماذا تتم مهاجمته وانتقاده من كثير من النقاد؟
هذا سؤال يحتاج الى أطروحة للإجابة عنه، وكما سبق وذكرت لا قيود في الفن ولكن يجب معرفة أساسيات الفن بدايةً، الفن الرقمي جميل لكنه خال من المتعة في رائحة ومزج اللون و الملمس. أنا مع الرسم بتقنية الرسم ثلاثية الأبعاد فهي عالم افتراضي يجعلك جزءا من اللوحة، ولا يستطيع أي شخص أن ينجز مثل هذه الأعمال إلا من هو متمكن ومع ذلك يختلف عن اللوحة الواقعية.