ورشة مناهضة العنف الأسري في يومها الثاني ..التأكيد على حماية الأسرة المكون الأساسي للمجتمع
أيمن فلحوط
أثنى الممثل المقيم لصندوق الأمم المتحدة للسكان في سورية الدكتور عمر بلان على الشراكة والتعاون، الذي توليه الحكومة السورية والهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان لكل برامج الصندوق الأممي.
جاء ذلك في اليوم الثاني من ورشة العمل، التي تقيمها الهيئة بالتعاون مع وزارة الإعلام وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وتهدف للتعريف بخدمات وحدة حماية الأسرة، وضمن فعاليات حملة “لاتسكتي” .
وأشار بلان إلى المشاريع التي ينفذها الصندوق، مؤكداً أنها تنفذ بالتشارك المستمر مع كافة هذه الجهات، مضيفاً ان الصندوق يعمل على أربعة مكونات تتمثل في دعم القطاع الصحي، لتقديم خدمات عالية الجودة من الصحة الإنجابية، وزيادة الطلب على خدمات عالية الجودة التي تدعم المساواة بين الجنسين، ومناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، ودعم وتنفيذ وتمكين الشباب، ودعم توحيد ونشر البيانات الديمغرافية.
ويضيف بلان أما فيما يخص مكون العنف القائم على النوع الاجتماعي، فإننا نعمل على زيادة الوعي من قبل الأفراد والأسر والمجتمعات، من أجل زيادة الطلب على خدمات مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، وهناك الكثير من الورشات والحملات في هذا السياق، ونزيد الطلب بغية العمل على تقديم خدمات عالية الجودة، وهنا نعمل على مستوى السياسات، فتم إعداد مسودة خطة المساواة بين الجنسين، بالتعاون مع الهيئة والقوانين التمييزية لمراجعة هذه القوانين بالتنسيق والدعم من أعضاء مجلس الشعب، كما نعمل على زيادة وصول الفئة المهمشة إلى خدمات للوقاية من العنف القائم على هذا النوع الاجتماعي، وتشمل خدمات طبية ودعماً نفسياً وخدمات الإحالة إلى الأطر القانونية، والنصح القانوني، وخدمات سبل العيش.
بدورها بينت المهندسة سمر السباعي رئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان أن هذه الورشة لن تكون الأخيرة، فحين نجتمع مع أهلنا من القنيطرة المنتصرة، وسويداء القلب، ودرعا درع الوطن، ودمشق وريفها نرى أن سورية كلها مجتمعة لنتحدث عن عمل الهيئة، وإيماننا أن الأسرة هي الشكل الوحيد لأي علاقة اجتماعية.
والتي أكدت عليها جميع الديانات السماوية، ونعلم تماماً الشيء الذي تعرضت له، والآثار التي تحملتها جراء الحرب على الوطن، وأهمية الحفاظ عليها وتمكينها، انطلاقاً من تأكيد السيد الرئيس بشار الأسد أن الأسرة هي الوحدة الأساسية، والتي كانت مستهدفة، وسهولة الوصول إليها عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي، ولذلك تبذل الجهود بالتعاون مع العديد من الوزارات للتأكيد على دور الأسرة، ومعالجة المشكلات التي تحيط بها، ونؤكد على حماية الأسرة والحفاظ عليها، وليس لحماية المرأة والطفل فقط، ولذلك كانت حملة “لا تسكتي ” مع بداية العام الحالي، وكان الهدف توجيه ربات البيوت لطلب المشورة والتوجيه المعرفي وطلب العناية والتدخل منا كوحدة حماية وكهيئة.
مديرة برامج الجندر في صندوق الأمم المتحدة للسكان الدكتورة أميرة أحمد تحدثت لتشرين عن أهمية التعريف بوحدة الحماية المفتتحة منذ عام 2017 والتي لا تعرف عن عملها العديد من المحافظات.
وأشار مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في القنيطرة نزار حسون لقيام المديرية بالتعاون مع الجمعيات الأهلية في المحافظة، وقد وجدنا آثاراً إيجابية لذلك، وخاصة في نطاق ذوي الاحتياجات، ولدينا جمعيتان الأولى خاصة بالمكفوفين، والثانية للذين تعرضوا للإصابات بالألغام التي خلفها الإرهابيون، وهم بحاجة لرعاية خاصة بعد أن تأذوا من تلك الألغام.
وقال مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في السويداء سامر بحصاص في حديثه لتشرين أن الهدف من الورشة التخفيف من العنف الأسري بكل أشكاله الجسدية والنفسية والجنسية، ولدينا في المحافظة معاناة في قضيتي التسول وعمالة الأطفال بسبب الظروف الاقتصادية المتردية التي تعانيها الأسر، فتلجأ لإخراج أبنائها من التعليم، ودخول سوق العمل مبكراً، بقصد التخفيف من الأعباء الاقتصادية والمادية على الأسر. وأمل أن يكون هناك معاهد لإعادة تأهيل الأطفال في المحافظة بالشراكة مع الآخرين، للوصول إلى أهاليهم من خلال تعاون الجمعيات الأهلية الخيرية، لأن زيادة نسب التسول وعمالة الأطفال مستقبلاً سيكون لها تأثير سلبي على تركيبة الأسرة في المجتمع.
وقالت الهام صافي مديرة القضايا السكانية في الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان: وحدة الحماية هي مكان للناجيات من العنف، لكن كيف يتم الوصول إلى وحدة حماية الأسرة، هذا ما تحدثت عنه خلال الورشة على مدى يومين، سواء للقادمات إلى الوحدة من خلال الجمعيات أو عن طرق أخرى عبر الاتصال بخط المساعدة على سبيل المثال، أو من خلال الدوائر القضائية والنائب العام.
ونوهت صافي أن الهيئة تتطلع لافتتاح وحدات حماية في المحافظات حين تكتمل آليات العمل بشكل كامل، سواء داخل وحدة الحماية، أو بآليات التنسيق مع الجهات الحكومية، ونحن بحاجة لهذه الوحدات في المحافظات.
بدورها مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل في درعا السيدة نيبال الحريري أكدت أن المحافظة لها خصوصية، من خلال ظروف الحرب التي مرت على الوطن، ولذلك يتم العمل على إعمار البشر أولاً قبل إعمار الحجر، خاصة بعد أن ظهرت الكثير من الظواهر الاجتماعية بالمجتمع، حين أصبحت المرأة معيلة والطفل يعمل لمساعدة أهله، في ظل فقدان الرجل، وانتشار حالات السلب والنهب، فكثرت حالات الطلاق والزواج المبكر، ونعمل جاهدين بالتعاون مع جمعياتنا الخيرية والمنظمات الدولية على إعادة هذه الأسر لمكانها الطبيعي، وهذه الفئات الهشة من المجتمع، بغية التخفيف عن النساء والأطفال وكبار السن الذين ليس لديهم مصدر رزق، من خلال مشاريع فنية عبر مراكز مجتمعية ودعم نفسي، وتأمين الدعم للجمعيات الخيرية.