رغم الدعم الغربي.. سقوط دونباس بات وشيكاً
تشرين:
دخلت العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، التي بدأت في 24 شباط الماضي، يومها الثامن والتسعين، حيث تتقدم القوات الروسية ميدانياً بثبات وبطريقة كبيرة، على الرغم مما تتلقاه القوات الأوكرانية من أسلحة ودعم مفتوح بمليارات الدولارات من المساعدات العسكرية الغربية من جهة، وتزويدها بالمعلومات الاستخباراتية من الولايات المتحدة وبريطانيا وأعضاء في حلف «ناتو» من جهة ثانية.
في شرق أوكرانيا، يتقهقر الجيش الأوكراني أمام القوات الروسية التي ركزت جهودها هناك، بعدما انسحبت من منطقة العاصمة كييف أواخر آذار الماضي، وبعدما أحكمت السيطرة أيضاً على ميناء ماريوبول الاستراتيجي.
وتشير آخر المعطيات والإنجازات الميدانية إلى إعلان حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي أن القوات الروسية باتت تسيطر على جزء من مدينة سيفيرودونيتسك، التي تشكل المنطقة الإدارية الخاصة بإقليم لوغانسك.
لذلك وبعد دخول الحرب شهرها الرابع، التي كانت حافلة بالدعاية الغربية المتواصلة التي تمجد نجاحات ميدانية للقوات المسلحة الأوكرانية، أصبح الجيش الروسي على وشك تحقيق الهدف الأساس المعلن لهذه المرحلة، وهو تحرير جمهوريتي دونباس المستقلتين حديثاً “لوغانسك” و”دونيتسك”، بعدما استطاع في المرحلة الأولى تخفيض القدرات القتالية الأوكرانية بشكل كبير، التي قدّر رئيس مديرية العمليات المركزية لهيئة الأركان العامة الروسية الجنرال سيرغي رودسكوي بأنها لحقت كل التشكيلات الـ 24 للقوات البرية التابعة لكييف، والتي كانت موجودة قبل بدء العملية، كاشفاً أن الأخيرة ليست لديها احتياطيات منظمة متبقية.
ورأى رودسكوي أن القدر الكبير من المساعدة العسكرية الغربية الفتاكة من أسلحة مضادة للدبابات ومضادة للطائرات سيؤخر إنهاء الصراع، وسيزيد عدد الضحايا، لكنه لن يكون قادراً على التأثير في نتائج العملية، مبيناً أن المنطقة أعدّ لها الجيش الأوكراني حزاماً دفاعياً جيداً ومحصناً من الناحية الهندسية، يتألف من نظام من الهياكل الخرسانية المتجانسة الطويلة الأمد، وهذا ما دفع سلطات كييف حينها إلى التصريح، عشية احتفالات روسيا بيوم النصر في 9 أيار، بأن موسكو ستضطر في وقت قصير للانتقال من الهجوم إلى الموقف الدفاعي، مشيرة بذلك إلى بداية انسحاب القوات الروسية، وادّعت أنه سيبلغ ذروته ليس باستعادة كل الأراضي التي تمت السيطرة عليها منذ شباط الماضي فقط، بل سيبلغ شبه جزيرة القرم أيضاً.
ويشير بعض الخبراء العسكريين الذين يراقبون مسار العملية، إلى أن هناك ميزة روسية في المدفعية، شكلت عاملاً رئيساً في تحقيق هذه النجاحات الميدانية، من خلال استطاعتها تدمير الدفاعات الأوكرانية، وفتح الطريق أمام فرق المشاة والمدرعات للقضاء على فلول قوات كييف، إذ أشار المحللون إلى أنه وفقاً للإحاطة اليومية التي تقدمها وزارة الدفاع الروسية، فإن الأوكرانيين يفقدون ما يعادل كتيبة من القوة البشرية كل يومين، ناهيك بعشرات الدبابات والمركبات القتالية المدرعة وقطع المدفعية والشاحنات.