أهداف أردوغان الخبيثة
مخططات رئيس النظام التركي رجب أردوغان وأحلامه الاستعمارية الخبيثة في المنطقة تكاد لا تنتهي مستغلاً الظروف والتناقضات الدولية الحاصلة، ومن تلك الأحلام هوسه المتكرر بإقامة ما تسمّى “منطقةً عازلةً” شمال سورية وبعمق 30 كيلومتراً على طول الحدود بذريعة حماية “الأمن القومي التركي ” . أردوغان الإخواني استغلّ عضوية بلاده في حلف شمال الأطلسي “ناتو” وهدّد باستخدام حق “الفيتو” لعرقلة انضمام فنلندا والسويد الى الحلف، فهو يحاول العزف على هذا الوتر لمنع توسيع الحلف، وفي نيته ابتزاز ومساومة الدول الأوروبية وأمريكا مقابل الحصول على دعم منها لمخططه إقامة”منطقة عازلة ” شمال سورية، أي مقايضة هذين الملفين ببعضهما، كما يحاول من وراء هذه المناورة السياسية وقف الضغوط الأميركية على الاقتصاد التركي الذي دخل مرحلةً جديدة خطرة من الانهيار، وكذلك يسعى إلى تخفيف القيود المفروضة على تصدير الأسلحة الى بلاده بعد احتلال الجيش التركي شمال سورية عام 2019 إذ اعلنت آنذاك كلٌّ من فنلندا والسويد وألمانيا ودول أوروبية أخرى أنها لن تصدّر أي أسلحة إلى تركيا يمكن استخدامها في سورية.
محللون يرون أن ثمة أهدافاً أخرى من وراء زوبعة أردوغان قد تكون موجّهة لدول شمال أوروبا، لكن من المرجح أن المستهدف على الأغلب هو أمريكا على خلفية وجود معارضة في الكونغرس لصفقة مقاتلات إف16 الأمريكية الى تركيا رداً على شراء أنقرة أنظمة صواريخ /أس400/من موسكو.
محللون قالوا أيضاً إنه يمكن النظر إلى موقف أردوغان على أنه لعبة يهدف منها إلى تحسين صورته وشعبيته في الداخل قبيل الانتخابات
الرئاسية المقرّرة العام المقبل وبعد تدهور الأوضاع الاقتصادية في تركيا الى مستويات قياسية على مدى سنوات .
وفي تصريحاتٍ له تعليقاً على موضوع انضمام فنلندا والسويد قال أردوغان”: نحن لا نرى ذلك إيجابياً، وإن بلاده لن ترتكب الأخطاء نفسها عند انضمام اليونان إلى الحلف عام 1980″ زاعماً أن فنلندا والسويد هما مقرّ للإر*ها*بيين، ولم يكتف بذلك بل أرسل وزير خارجيته مولود جاويش أوغلو إلى برلين لحضور اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية حلف “ناتو” بينما واصلت الصحف اليومية التركية تأجيج الرأي العام ضد انضمام فنلندا والسويد .
ويتطلب انضمام السويد وفنلندا إلى “ناتو” موافقة كل الأعضاء في الحلف، وعددهم 30 دولة، وفي حال عارضت إحدى الدول، فإن انضمام الدولتين لن يتم ، بينما ستكون الأمور بانتظار قمة مدريد لحلف شمال الأطلسي في حزيران المقبل والتي تهدف وفق
مسؤولين فيه إلى تعزيز التماسك داخل الحلف ومراجعة مفهومه الاستراتيجي من أجل مواجهة التحديات الأمنية.
سورية وردّاً على مخططات أردوغان الخبيثة أكدت مجدداً رفضها المطلق لتصريحاته بشأن إنشاء منطقة آمنة، وطالبت الدول التي زجّت بنفسها في تمويل هذه المشروعات الإجرامية بالتوقف فوراً عن دعم النظام التركي في تحقيق أوهامه الشيطانية، مشددة في الوقت ذاته على أنها ستواجه هذه المؤامرة بمختلف الوسائل المشروعة .