“التشبيك” و”الشراكات الاستراتيجية” يتصدران المشهد الأخير لملتقى الاستثمار الريادي الأول
بارعة جمعة:
لم يكن لروَّاد الابداع السوريين حاضنة تحتويهم لتحويل أفكارهم إلى حقيقة ملموسة، كما هي الحال مع كثير من القطاعات التي عانت طويلاً من ظاهرة العمل الفردي من دون اللجوء للانسجام والتعاون فيما بينها وربط المبدع بمشروعه تحت مسمى “التشبيك أو الشراكة”، ليأتي اليوم ملتقى الاستثمار الريادي الأول بمنزلة الفرصة لترجمة هذه الرؤية، التي أنتجت ثمارها في وقت قياسي.
صعوبة التطبيق
الغريب مانشهده اليوم من معوقات أمام تنفيذ أي مشروع من قبل صاحبه، ليس بحكم الظروف الاقتصادية فحسب، بل لضعف اليقين من قبل صاحب الفكرة نفسه بالقدرة على تطبيقها ورؤيتها بهيئة مشروع، والذي اعتبره رئيس جمعية السورية لروَّاد الأعمال “لؤي المنجد” خطأ بحق صاحبه، إلا أنه بالوقت نفسه يعود للمناهج التي تُدرَّس، لنجد البعض أيضاً يجهل ما يعنيه مصطلح “القيمة المضافة”.
إلا أن الواقع الحالي يفرض على كل شاب الخروج بفكرة وتوظيفها بغرض الحصول على وارد مادي.
في حين تشكل مطالبات الطلاب بالتدريب أمراً محقاً لهم، حيث إن البعض يتعامل مع الموضوع بأسلوب مادِّي وتكلفة باهظة، ليأتي دور الاتحاد الوطني لطلبة سورية وفق تأكيدات رئيسة الاتحاد “دارين سليمان” بفتح باب التدريب المجاني والاستشارات الاقتصادية، والتعريف ببراءات الاختراع، حيث إن كل مايتعلق بحقوق الملكية مازال يعاني مشكلات كثيرة على حد تعبيرها.
تطوير المهارات
لم تكن غاية الاتحاد جلب رائد أعمال متمكن، إنما عليه المواظبة على التدريب المستمر وتطوير نفسه لتفادي العثرات التي قد تواجهه مستقبلاً برأي “سليمان”، حيث سيتم طرح دليل ارشادي من الاتحاد، يحتوي على أهم المشكلات والنقاط القانونية التي من الواجب الاطلاع عليها، مع إمكانية العودة إلى محامين ومستشارين، إضافة لإحداث منصة لطرح المشكلات والحلول من خلالها.
ولأن قابلية الشخص لتطوير ذاته تنبع من رغبته الشخصية بذلك، ثمة أسس وُضِعت لاختيار الروَّاد، حيث أكد لؤي المنجد أن من لديه الاستعداد للخروج من منطقة الراحة والحماس للعمل، فالجمعية والاتحاد على استعدادٍ كاملٍ لدعمه، كما لوحظ أن البعض قادر على التوفيق بين عمله الوظيفي ومشروعه الخاص، وهذا شيء إيجابي.
ولردم الهُوَّة الكبيرة في التحصيل العلمي بين الجامعة وسوق العمل، تم طرح دورات بمعدل ٨٠ – ١٦٠ ساعة تدريب،
إلا انه لكون هذه التجربة الأولى من نوعها، فليس بمقدورها استيعاب جميع الروّاد، لتشمل قرابة ٣٣ رائد أعمال و٢١ مشروعاً، ويمثل المشاركون شريحة متميِّزة بالمقارنة مع أجيال سابقة، وبالمرحلة العمرية نفسها.
سياسة التمويل
وكذلك لا يمكن أن تقوم قائمة لأي مشروع من دون رفده بدعم مادي للنهوض به على أرض الواقع، كما أنه لا يمكننا أخذ ادوار الآخرين، فالمجتمع والجامعات الشركات الرائدة تتحمل مسؤولية هذا الأمر أيضاً ، برأي المنجد، الذي أبدى فخره واعتزازه بمبدأ الشراكة مع الاتحاد، لوجود تشابك بالعلاقات أدت بدورها إلى شراكات مهمة هدفها دعم الشباب السوري، مشجعاً مبدأ الشراكات التي تهدف للبناء والتطوير.
كما أن مفهوم “الرِّيادة” أحد أهم العناوين التي يسعى الاتحاد الوطني لطلبة سورية، والتي شكَّلت جزءاً من التموضع الجديد له ،برأي دارين سليمان رئيسة الاتحاد، وتعتبر هذه بداية الأفكار الجديدة، في حين تُقدَّر قيمة التمويل حسب المشروع، كما يختلف بين المشروعات المتوسطة والصغيرة وبين المشروعات الكبيرة التي تتطلب قروضاً، أما في حال حصول الاتفاق بين الطلاب والجهات الداعمة، فيتم تزويد هذه المشروعات بمبلغ يتراوح بين ٥ ملايين ومليار ليرة سورية، حسب تأكيدات سليمان، مطالبةً وزارة التعليم العالي بضرورة دعم المشروعات التطبيقية لطلابها بإمكانيات تناسب الدولة والمجتمع، فهو أمر قابل للتنفيذ، وذلك لخلق بيئة مساعدة للبيئة الجامعية، تربط الطلاب بأهدافهم المستقبلية.