المهرجان الدولي للأفلام القصيرة قصة نجاح عمرها 3 سنوات
بارعة جمعة
لم يكن لقيود العمل التي حكمت العالم قُرابة ثلاث سنوات أثرها الكبير عليهم، إنما فرصةً لابتكار طرقٍ وأساليب جديدة لمواجهتها، فانطلقوا إلى العالم الافتراضي حاملين معهم مشروعاً ناجحاً ترك بصمته الخاصة في عالم السينما، ولاسيَّما بعد عرضه ضمن العديد من الدول المشاركة به، والتي باتت جزءاً أساسياً لاستمراريته ونجاحه.
نشاطات إلكترونية
وكما هو الحال لدى الكثير من الفعاليات التي لجأت للاستمرار بعملها ضمن منصَّات إلكترونية عبر الإنترنت، ونقل كل نشاطاتها إليه، إثر التغيير الكبير في النشاطات كلها حول العالم بسبب جائحة “كورونا”، انطلقت بعض الأعمال السينمائية لتجول مختلف البلدان عبر مشروع شبابي ناجح تحت عنوان “المهرجان الدولي الإلكتروني للأفلام القصيرة”، بإدارة المخرج “بلال حيدر” وتنسيق “المخرج عيسى عمران”، متخذين من تاريخ انطلاقه في 28 من آذار موعداً سنوياً وثابتاً له، ليتم بعدها إتاحة الفرصة للسينمائيين الجُدُد للتعارف وعرض أعمالهم على الجمهور ولجان التحكيم المختصَّة.
مشاركات متنوعة
ضمَّ المهرجان العديد من الدول أبرزها: (مصر، ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، السودان، اليمن، العراق، الإمارات، وعمان) إضافة إلى سورية، في حين تعد “مصر” من أكثر الدول مشاركة بنحو 70 فيلماً، تليها “المغرب” ومن ثم “العراق”، حسب تأكيدات منسق المهرجان المخرج “عيسى عمران”، وتُعد المشاركات مفتوحة طوال فترة التقديم للمهرجان, وهي30 يوماً من بدايته، ضمَّ بعضُها مشاركات لمخرجين عرب في “أوروبا”.
يتم اختيار لجان تحكيم المهرجان والتي تضم مخرجين وكتَّاباً ونقَّاداً اختصاصيين تبعاً لخبراتهم في مجال صناعة الأفلام القصيرة، كما ترأس اللجنة الكاتب السوري “كمال مرة” خلال الدورات الثلاث السابقة، بينما ضمَّت العام الحالي الناقد السينمائي العراقي “نعمة يوسف” والمخرج الأردني “كارو اراراد”، والمخرجين أيهم نزهة” و “خالد عثمان” من سورية، وتُشرِف اللجنة على اختيار الأفلام المقبولة ضمن المسابقة الرسمية.
ثقافة سينمائية
تشجيع المخرجين على تقديم المزيد من الأعمال، والذي بدوره سيرفع مستوى معارفهم السينمائية مع كل فيلم يقدمونه، عدا عن الجمهور المتلهِّف لمعرفة النتائج النهائية في كل عام، هو الهدف الأسمى للمهرجان برأي المخرج “عيسى عمران”، كما أن استمرار المهرجان ضمن هذا المستوى وتحقيقه المزيد من الانتشار ومد جسر التعاون بينه وبين كل من لديه مشاريع سينمائيَّة حقيقية لإنتاج أفلام طويلة وقصيرة على المدى القريب والبعيد، هي أبرز الأهداف على حدّ تعبيره.
وبعد التقدم الملحوظ في جودة الأعمال المقدمة، وضعت اللجنة قائمة بأكثر الأفلام تميُّزاً لاختيار الجوائز النهائيَّة منها، لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من الأفلام للمنافسة على الجوائز النهائية، حيث ضمَّت هذا العام 20 فيلماً، في حين سجَّلت العام السابق 15 فيلماً، وتُصنَّف الجوائز حسب معايير عدة: ( أفضل ممثل وأفضل ممثلة)، إضافة إلى جوائز خاصة تقدمها إدارة المهرجان.
السينما المحلية
إقامة فعاليَّات أثناء فترة المهرجانات لتكريم المبدعين في المجال السينمائي، وإقامة ندوات حواريَّة بين مشاهير السينما والسينمائيين الشباب، إحدى الخطوات المهمَّة في مستقبل العمل برأي المخرج “عيسى عمران”، في حين تبقى لعودة السينما السورية شروط من الواجب توافرها، والتي تقوم على جرأة المنتج وثقته بالكُتَّاب والمخرجين السوريين في سبيل تقديم مشاريع ناجحة تجارياً، والتي تعتمد بالدرجة الأولى برأي “عمران” على التعاون بين الجهات الحكومية، ممثلةً بالمؤسسة العامة للسينما ودائرة الانتاج السينمائي والتلفزيوني في وزارة الإعلام، إضافة إلى الشركات الخاصَّة لتقديم صالات مؤهلة ومنصَّات إلكترونية تضمن لهم عائداتهم الاستثمارية.
عدا عن وضع خطط قريبة وبعيدة المدى لتطوير خبرات العاملين في المجال السينمائي وإنتاج أفلام على سويَّة عالية على مدار العام، للمنافسة مع “مصر” الدولة الأولى عربيَّاً ودول الخليج التي أصبحت رائدة في هذا المجال.
ويُعد هذا المهرجان خطوةً مهمة في مستقبل السينما المحلية بصورة خاصة، برأي مدير عام المهرجان المخرج “بلال حيدر”، لكون هذا النوع من الأفلام القصيرة لم يأخذ حقه في سورية، ليغدو هذا المشروع بدايةَ تمهيد الطريق لإيصال هذا الفن الراقي للجمهور المحلِّي، كما طالب “حيدر” شركات الإنتاج بدعم هذا النوع من السينما، لأهميته البالغة.