بمناسبة العيد الوطني لليمن الشقيق.. الوحدة حبل نجاة لتفويت الفرصة على أطراف العدوان
تشرين :
أحيا الشعب اليمني الشقيق اليوم الثاني والعشرين من ايار ، العيد الوطني في ذكراه ال ٣٢.
الذكرى الغالية على كل يمني شريف ، تأتي واليمن يمر بمرحلة قد تكون الأخطر الأصعب ، بل اليمن يمر بمنعطف صعب ، فإما أن ينحو باتجاه الخروج في الكارثة التي حلت به وبشعبه جراء العدوان الظالم ، وحرب التجويع والحصار ، وإما إطالة أمد الحالة الراهنة ، ما يعني استمرار العدوان والحصار وحرب التجويع، لإخضاع اليمن وشعبه .
في هذه الذكرى المجيدة الغالية ، على قلوب ليس الشعب اليمني فحسب، بل العرب الشرفاء ، ستبقى الوحدة هي الحقيقة التاريخية التي حملها اليمنيون في قلوبهم وسلوكهم وثقافتهم، وأن الاحتفاء بيوم الثاني والعشرين من أيار نابع من الاعتزاز بهذا التحول الهام في حياة اليمنيين الرافضين لكل مشاريع التمزيق والتشطير.
اليوم وغدا ، ستبقى الوحدة حبل النجاة لليمنيين من كل الأخطار، كونها استمدت وجودها من وعي الشعب اليمني الذي لا يمكن طمس تراثه وقيمه وأخلاقه ومعتقداته واستطاع بوحدته وصموده صنع المنجزات والانتصارات على مر التاريخ.
إن نظرة لما مر على اليمن وشعبه خلال السنوات الماضية ولازالت فصوله لم تنته بعد ، تؤكد أن الطامعين والمستعمرين الجدد أدركوا أن الوحدة هي مصدر قوة الشعب اليمني وسبب بقائه شامخاً بعزة وكرامة، في محيط يتلاطم ويموج على رمال، لذلك عملوا بكل جبروت المال والسلاح لضرب مرتكزات القوة اليمنية كمقدمة لمصادرة القرار والتحكم بالموقع الجيوسياسي الفريد .
لكن الشعب اليمني وقواه الوطنية وعت هذه المخططات ، وأيقنت أن ما يخطط له أعداء اليمن وأطراف العدوان لن يمر ، ولن يكتب له أي أثر مهما عظمت المواجة والتكلفة .فشعب نهل من صميم الأصالة والعروبة لا يمكن إلا أن يذود عن حياضه ولو بصدور عارية وأمعاء خاوية ،جراء حصار أطراف العدوان .
لا شك أن الشعب اليمني وهو يحتفي بهذه المناسبة الوطنية، ماض في مقاومة العدوان، وإن قبل بمبادرات ليس من موقع ضعف وإنما لإخراج أطراف العدوان، ما يحتم على الجميع الوقوف بكل صلابة لدعم الجيش واللجان الشعبية المرابطين في الجبهات دفاعاً عن سيادة وكرامة الشعب اليمني.
لقد استطاع هذا الشعب وقواه الثورية بوحدته وتلاحمه أن يلقن أصحاب المشاريع الخبيثة والمتآمرين دروساً كبيرة في النضال والتصدّي .
واليوم فان هذا الشعب أكثر وعياً بحجم المؤامرات التي تحاك ضده ويتحرك وفقاً لمشروع نهضوي حضاري وحدوي عربي، ولا يقبل بأن يكون تابعاً أو خاضعاً لأحد.
إن الاحتفاء بهذه المناسبة، تأكيد على رفض كل المتآمرين على الوحدة، وسقوط مؤامراتهم وبقاء الوحدة رغم المحاولات الهادفة تمزيق اليمن.
وبوعي هذا الشعب وقيادته الوطنية استطاع اليمن أن يتجاوز تلك التحديات ويرسم مسار الخروج من الحالة الراهنة، بأفق مفتوح لجميع الأطياف السياسية غير المرتبطة بأطراف العدوان وأموالهم ومخططاتهم الخبيثة .
باختصار تمر المناسبة واليمن يمر بظرف استثنائي، ما يحتم على الجميع الترفع عن المصالح الضيقة ، لمصلحة اليمن كوطن لجميع أبنائه ، وعلى هذا فإن على أبناء الشعب اليمني أن يعوا أنهم في سفينة واحدة، ما يتطلب التصدي للمؤامرات التي تهدف إلى الاستحواذ على خيرات اليمن وثرواته وموقعه الاستراتيجي في المنطقة.
وباختصار شديد المشروع الوطني القائم على العدالة والمساواة والمواطنة هو القادر على بناء اليمن وقيادة مسيرته الحضارية. والمعول الآن على القوى السياسية والأحزاب في الداخل العمل على بلورة هذا المشروع الهادف إلى بناء اليمن ورفض المشاريع التي تسعى إلى تمزيقه وإعادة تشطيره.
اخيراً، المناسبة تمثل واحدة من أعظم القيم المتجذرة في هوية الشعب اليمني ومحطة الهام للمسار الوطني الصحيح الذي يحتم على الجميع تجاوز الخلافات وتفويت الفرص على المتآمرين على الشعب اليمني وأعظم مكتسباته الوحدة اليمنية.