حرفيو (الليرمون) باشروا إعادة الإعمار.. ويطلبون الاهتمام بـ(صين العرب)

رحاب الإبراهيم:
وقفت مشدوهةً مع غصة في القلب عند رؤية حجم الدمار الكبير في المدينة الحرفية في منطقة الليرمون، التي لا تزال على حالها رغم مرور خمس سنوات على إعلان تحرير مدينة حلب من الإر*ه*اب، حيث تركت على ما يبدو لقدرها وهمة حرفييها لـ”يدبروا رأسهم” في إعادة ترميم ما خرّبه الإر*ه*اب من دون تقديم أي دعم حتى لو بشكله المعنوي.
هذه المدينة المهمة التي تتربع على مساحة كبيرة وتضم آلاف الورشات من كل المهن والحرف والصناعات الصغيرة لعشرة آلاف حرفي، لم يزرها حتى الآن أي مسؤول للتعرف على واقعها ورصد الإمكانات اللازمة لترميمها وإعادتها إلى الإنتاج أسوة بغيرها من المدن الحرفية والصناعية، ما يطرح تساؤلاً عن أسباب تجاهلها وعدم المبادرة بتقديم الدعم اللازم، فإذا كان الدمار يستلزم تقديم مبالغ مالية كبيرة يفترض أقله منح تسهيلات وقروض مع دعم مادي حسب الإمكانات المتوافرة وليس الإهمال بهذه الطريقة المستغربة.

إعمار بطيء
“تشرين” جالت في المدينة الحرفية ورصدت حجم الدمار الكبير الذي طال الكتل العمرانية الموزعة حسب القطاعات الحرفية، حيث تحتاج هذه المدينة مليارات الليرات لإعادة ترميمها، ما يتطلب دعماً فعلياً من الجهات المعنية لمساعدة الحرفيين على تأهيل ورشاتهم ومنشآتهم المخصصين بها ووضعها في الإنتاج، علماً أن هذه المدينة الحرفية ستحقق وارداً اقتصادياً كبيراً عند وضعها في الخدمة وخاصة عند معرفة أنه كان يعوّل عليها قبل اندلاع الحرب في تحقيق نقلة نوعية في المجال الحرفي والإنتاج لدرجة أطلق عليها “دبي” الثانية.
ولم يضع حرفيو المدينة الحرفية رغم هذا الواقع الصعب أيديهم على خدهم ينتظرون المعونة من هذه الجهة أو تلك، إذ باشروا بمقدراتهم المادية المتواضعة إعادة ترميم بعض كتل البناء المدمرة حسب الأولويات، وإن كان ذلك يسير ببطء في ظل قلة الإمكانات وحجم الدمار الكبير.

دبي الثانية!
حرفيو المدينة طالبوا عبر “تشرين” بتقديم الدعم اللازم لتسريع إعادة إعمار مدينتهم عبر المساهمة في تأهيل البنية التحتية من تعبيد الطرقات وتمديد الكهرباء والهاتف والمياه، مع تقديم الدعم المادي المطلوب أسوة بالمدينة الحرفية في حلب والمدن الأخرى، مع تقديم قروض ميسرة بفوائد قليلة للحرفيين المكتتبين في هذه المدينة وليس فوائد تمنع أي حرفي من التفكير في أخذ قرض مهما بلغت قيمته.
هذه المطالب شدد عليها رئيس مجلس إدارة لجنة الخياطين بكري ظاظا، الذي أشار إلى أن حرفيي هذه المهنة باشروا بترميم الكتل المختصة بمهنة الخياطة مع ترميم كتل أخرى لمهن أخرى حسب الأولويات وتوفر المال عند الحرفيين المكتتبين، لافتاً إلى أن المدينة يتواجد فيها 7 مهن يشتغل فيها حوالي عشرة آلاف حرفي، ففي مشروع الخياطة وحده توجد 6 كتل من الأبنية التي صممت بطريقة منظمة مع غيرها من الكتل مع تمييز كل كتلة بلون مختلف.
وبيّن أن مشروع المدينة الحرفية كان جاهزاً بنسبة 85% قبل الحرب، التي أوقفته وخاصة بعد التدمير الكبير الذي طاله، مشيراً إلى أن هذه المدينة في حال إعادة ترميمها بالسرعة المطلوبة ستكون (دبي ثانية) أو (صين العرب) كما كانت تلقب.
وأشار ظاظا إلى أن الحرفيين بدؤوا في ترميم ورشاتهم المخصصين بها لكن العمل يسير ببطء شديد، مستغرباً عدم اهتمام الجهات المعنية بهذه المدينة لدرجة لم تأتِ أي جهة رسمية للاطلاع على واقعها وسؤال الحرفيين عن احتياجاتهم لترميم منشآتهم الصغيرة مع إنها ذات قيمة اقتصادية عالية عند وضعها بالتنفيذ، مطالباً بتقديم الدعم المطلوب للإسراع في إعادة إعمار المدينة الحرفية بالليرمون عبر تأهيل البنية التحتية وتقديم الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وهاتف وتعبيد الأرصفة، مع منح الحرفيين قروضاً ميسرة بفوائد مخفضة، مشيراً إلى أهمية تقديم الدعم المادي عبر تقديم منح مالية أسوة بغيرها من المدن الحرفية.
وأكد ضرورة تقديم تسهيلات معينة لضمان الإسراع في عملية الترميم عبر تعديل بعض القوانين كالسماح بزيادة الطوابق في الكتل العمرانية عبر منح طابق لكل متعهد يرغب في المشاركة في إعادة ترميم المدينة القديمة.

الدعم ضروري
“تشرين” بعد رصدها واقع هذه المدينة الحرفية ، تواصلت مع رئيس اتحاد الحرفيين محمد حسام الحلاق، الذي أكد أثناء زيارة ميدانية للمدينة الحرفية والتحدث مع حرفييها أن الاتحاد يبذل كل الإمكانات المتاحة لإعادة إعمار هذه المدينة ووضعها بالإنتاج لكن المشكلة في حجم الدمار الكبير وضعف المقدرات المادية للحرفيين، الذين باشروا في عملية إعمار ورشاتهم لكن ذلك سيأخذ وقتاً طويلاً في حال الاعتماد على إمكاناتهم فقط، لذا من الضروري، من أجل الإسراع في ترميمها لأهميتها الاقتصادية والإنتاجية، تقديم الدعم الحكومي المطلوب أسوة بالمدينة الحرفية في جبرين، لكونها لا تقلّ أهمية وجدوى.
وأشار الحلاق إلى أن ترميم هذه المدينة الحرفية يحتاج مليارات الليرات، ومن هنا تبرز أهمية الاستجابة لمطالب الحرفيين وتقديم الاهتمام والرعاية المطلوبة لهذه المدينة الحرفية المهمة، مع منح حرفييها قروضاً ميسرة بفوائد مخفضة لمساعدتهم على ترميم منشآتهم و ورشاتهم بالسرعة المطلوبة.
ت – صهيب عمراية

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
إصابة مدنيين اثنين جراء عدوان إسرائيلي استهدف منطقة القصير بريف حمص (وثيقة وطن) تكرم الفائزين بجوائز مسابقة "هذه حكايتي" لعام 2024..  د. شعبان: هدفنا الوصول لحكايا الناس وأرشفة القصص بذاكرة تحمل وطناً بأكمله معلا يتفقد أعمال تنفيذ ملعب البانوراما في درعا ويقترح تأجيل الافتتاح بسبب تأثر المواد اللاصقة بالأمطار الوزير الخطيب: القانون رقم 30 يهدف إلى حماية بنية الاتصالات من التعديات الوزير صباغ: إمعان الاحتلال في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني يعبر عن سياسات إرهابية متجذرة لديه سورية تترأس اجتماع الدورة السادسة للمجلس العربي للسكان والتنمية في القاهرة الجلالي يبحث مع أعضاء المجلس الأعلى للرقابة المالية صعوبات العمل ووضع حد لأي تجاوزات قد تحدث طلاب المعهد الصناعي الأول بدمشق يركّبون منظومة الطاقة الشمسية لمديرية التعليم المهني والتقني أجواء الحسكة.. عجاج فأمطار الأضرار طفيفة والمؤسسات الصحية بجهوزية تامة لمعالجة تداعيات العجاج انطلاق فعاليات أيام الثقافة السورية في حلب بمعرض للكتاب يضم ألف عنوان