580 طن نفايات رطبة تنتج 88 % من وزنها سماداً عضوياً (كومبوست) و36 ميغا من الكهرباء
حماة – مختار سلهب
تجري حالياً مناورات تعترضها بعض العراقيل الروتينية مع محاولة تجاوزها بين الجهات الرسمية في محافظة حماة ، وبين مستثمر يرغب في تشغيل خط معالجة النفايات الصلبة في مطمر بركان بمنطقة سلمية بعد الاتفاق معه على استخراج سماد عضوي بطريقة يدوية ريثما تنتهي الإجراءات القانونية والصيغة النهائية لمسودة بنود العمل التي تضمن حقوق الطرفين.
“تشرين” حاروت رئيس قسم النفايات الصلبة في مديرية الخدمات الفنية في حماة الدكتور علي عبيبو حول ضرورة الاستفادة من مئات الأطنان التي ترحّل إلى المطامر كنفايات، والتعامل معها فنياً لإعادة تدويرها وتحويلها إلى منتج آخر يعود بالنفع العام ودعم الاقتصاد.
قدم عبيبو لمحة عن كميات النفايات التي يجري ترحيلها إلى مطمري كاسون الجبل بحماة وبركان بمنطقة سلمية والتي تقارب 1200 طن يومياً، منها أكثر من ألف طن من مدينة حماة و200 طن من مدينة سلمية، يضاف لها الكميات الواردة من الريف وعبر محطات النقل الوسيطة الموزعة في المدن والبلدات الكبيرة، مشيراً إلى أن النفايات المرحّلة إلى المطامر لا يتم فرزها قبل الترحيل وبالتالي هناك هدر في بعض الجوانب، إذ يمكن الاستفادة من الورق أو البلاستيك والمعادن وغيرها.
وأضاف عبيبو : إن اعتماد عملية (التغويز الحراري) أي حرق النفايات الرطبة بانعدام الأوكسجين من دون أي انبعاثات ضارة للبيئة يشكل مصدراً اقتصادياً كبيراً جداً وذا مردود عالٍ، حيث ينتج عن كل وحدة لخط إنتاج مدمج صديق للبيئة من كمية 580 طن نفايات حوالي 88% من وزنها سماداً عضوياً (كومبوست) عالي الجودة يستخدم في تحسين إنتاجية المحاصيل الزراعية وأفضل صحياً من السماد الكيماوي ويوفر القطع الأجنبي اللازم للاستيراد وأقل تكلفة، وبالتالي يسهم في تخفيض الأسعار، إضافة لإنتاج غاز حيوي يمكن استثماره في توليد 36 ميغا من الكهرباء في حال استخدامه لتشغيل عنفات مخصصة لهذا الغرض وتكون نسبة النفايات غير القابلة للاستفادة منها 12% فقط، وهذا الأمر يزيد العمر الافتراضي للخلايا الصحية في المطامر ويحتاج فقط لطرح الموضوع على مستثمرين أو شركات متخصصة والتعاقد معها وفق نظام عقود pot ، وهناك إقبال واستعداد من قبل القطاع الخاص والصناعي على الاستثمار فى هذا المجال ويوجد عرض فني مقدم من إحدى الشركات ولا يحتاج سوى توفير بنية تحتية في موقع المطمر بمساحة 4 هكتارات فقط، وحسب دراسة الشركة الاقتصادية فإنها تسترد كل النفقات من الأرباح خلال ست سنوات فقط من التشغيل.
مدير الخدمات الفنية في حماة أوضح أن العمل يجري حالياً لاستخلاص النفايات الورقية وخاصة في الوحدات الإدارية بمختلف تصنيفاتها كبلديات ومجالس بلدات ومدن ومديريات حسب تعليمات الحكومة و وزارة الإدارة المحلية والبيئة وتجميعها وبيعها لمعامل الورق لإعادة تدويرها والحدّ من أزمة توفير الورق وتحقيق عوائد مالية للوحدات الإدارية من خلال المزادات التي تباع عبرها الكميات المجمّعة من الورق التالف، مشيراً إلى تجميع كمية تزيد على 25 طناً حالياً، موعد المزاد عليها معلن بتاريخ 23 أيار الحالي، بحيث يكون توزيع القيمة المالية المحققة من المزاد على الوحدات وفق الكميات المورّدة.