الولايات المتحدة تواصل حربها في أوكرانيا حتى آخر أوكراني ..!

تشرين :
فشلت تنبؤات المحللين في معرفة نوايا الرئيس الروسي وإلى أين تسير الحرب في أوكرانيا؟, لقد وضع هؤلاء عدة سيناريوهات وروَّجوا لها قبل حديث الرئيس بوتين في عيد النصر على النازية, وقد فشلت التنبؤات لأن مطلقيها بنوها على معلومات كاذبة وفبركات إعلامية حول ما يجري في أوكرانيا, هذه الفبركات تشبه إلى حدٍّ بعيد ما أنتج خلال الحرب على سورية لأن الخبراء الذين ” أبدعوا ” في إنتاج أكاذيب عما كان يدور في سورية هم ذاتهم يعملون الآن على الحرب في أوكرانيا حيث تنتشر في وسائل الإعلام وعلى صفحات التواصل الاجتماعي مواد مختلقة بالكامل ويستخدم في إنتاجها أحدث تقنيات العمل الإعلامي حيث تقلب الحقائق وتمحى رموز الجيش الأوكراني من على الدبابات والمدرعات المدمرة والمصورة عن بعد ليتم وضع رموز الجيش الروسي وخاصة حرف« Z الشهير ثم تقدم للجمهور على أنها خسائر للجيش الروسي, وبالطبع لا تقتصر الفبركات على موضوع خسائر الجيش الروسي في الآليات التي تضخم بشكل كبير بل يمتد الأمر إلى الخسائر بالأرواح وكذلك الأمر بالنسبة للإصابات بين المدنيين التي يقول الروس إنهم يبذلون جهوداً كبيرة لتحاشي إصابة المدنيين الأوكرانيين الذين يتخذهم الجيش الأوكراني وعصابات الن*ازي*ين الجدد دروعاً بشرية لوقف تقدم القوات الروسية كما أنهم ينشرون الأسلحة الثقيلة والمدفعية بين الأبنية المدنية وفي المشافي والمدارس ورياض الأطفال وهذا يعطل إمكانات الجيش الروسي لاستخدام أسلحته بكامل إمكاناتها خوفاً من إلحاق الضرر بالمدنيين الأوكرانيين .
في ظل الهزائم المتلاحقة للجيش الأوكراني وعصابات ال*نازيي*ن الجدد وخاصة في دونباس وبعدما تم تحرير مدينة ماريوبل بالكامل تحولت الأبراج المحصنة في مصنع آزوفستال المشهور إلى مقبرة جماعية لمقاتلي فوج آزوف وعناصره بعد اختبائهم في هذه الأبراج وقد ضحى زيلينسكي بكل هؤلاء الجنود عندما لم يسمح لهم بالاستسلام والحفاظ على حياتهم .
يتحدث خبراء عسكريون روس عن مخاوفهم من قيام قوات زيلينسكي وعصابات الن*ازي*ين الجدد بتلفيق اعتداءات بالأسلحة الكيميائية أو البيولوجية مستخدمين أعلاماً روسية لاتهام القوات الروسية بهذه الجرائم وتضخيم الموضوع وإيصاله إلى الجهات الأممية المستعدة دائماً لتنفيذ الأجندات الغربية وإدانة روسيا على اعتداءات لا تعرف عنها شيئاً, ولنا في ما حصل بخصوص سورية مثالٌ واضح على خضوع المنظمات الأممية ومشاركتها في التلفيقات والأكاذيب التي تطلقها جهات متخصصة بمساعدة مواطنين محليين مخدوعين وما تنتجه هذه المنظمات من تقارير كاذبة لا تستند إلى الحقائق حول ما يحصل على الأرض وإصدارها الإدانات من دون أي دلائل حقيقية, وكم عانت سورية وأصدقاؤها في الدفاع عن نفسها لنفي هذه الأكاذيب والتلفيقات في المحافل الدولية, وقد نرى قريباً تكراراً مملاً للسيناريو ذاته الذي نفذ في سورية , ولكن الضحايا سيكونون من المواطنين الأوكرانيين والمتهم هو القوات المسلحة الروسية ولا ندري ما هو لون الخوذ التي سيتم إلباسها لعناصر تدّعي مساهمتها في إنقاذ المدنيين على غرار الخوذ البيضاء التي أنشأتها بريطانيا ولفقت أمام العالم الكثير من الأكاذيب المصنعة بحرفية عالية حول هجوم بالأسلحة الكيميائية في سورية، أما هنا في أوكرانيا ونظراً للمخزون الكبير من الأسلحة البيولوجية التي كشف الروس مختبراتها المنتشرة في أوكرانيا والممولة بالكامل من البنتاغون فإن الهجوم المفبرك قد يكون بهذه الأسلحة بل قد يكون بالأسلحة النووية ..!!!

وها هي العمليات الحربية تستمر في أوكرانيا بالوتيرة ذاتها وحسب الخطط الموضوعة من قيادة الجيش الروسي, وتحقق القوات الروسية تقدماً واسعاً على أكثر من جبهة في أوكرانيا بينما تتراجع القوات الأوكرانية برغم كل المساعدات العسكرية التي تقدم من قبل دول ما يمكن تسميته التحالف الغربي الذي تترأسه الولايات المتحدة, ورغم الضغوط الأمريكية المستمرة على الدول الأوربية فإن عدداً لا يستهان به من دول المجموعة الأوروبية ورغم موافقتهم على بيانات ما يسمى ( إدانة روسيا ) فإنهم مستمرون في حيادهم ولنا في المجر (هنغاريا) ورومانيا أكبر مثال على دول ما زالت تتعامل مع روسيا بل وتشتري الغاز الروسي بالروبل حسب الشروط التي وضعها الرئيس بوتين لبيع النفط والغاز إلى دول أوربا ، أما الدول التي تخضع للضغوط الأمريكية وتستمر بتزويد أوكرانيا بالسلاح فإنها تقدم أسلحة قديمة لا تحتاج لها بل قد تكون هناك تكاليف للتخلص منها والهدف هو تفريغ المستودعات من أسلحة لا حاجة لأحد بها ويسميها الخبراء«خردة ». إن استمرار الحرب في أوكرانيا يعني المزيد من الضحايا والمزيد من الدمار والخسائر للشعب الأوكراني الذي هاجر منه أكثر من خمسة ملايين شخص منهم الكثير من الرجال القادرين على حمل السلاح والذين يفتقدهم الجيش الأوكراني العاجز حالياً عن صد الموجة الثالثة من الهجوم الروسي بسبب ما يعانيه من نقص حاد بالعناصر المقاتلة ما اضطر قيادة الجيش الأوكراني إلى الزج بطلاب الكليات الحربية المختلفة في المعارك رغم عدم وجود أي خبرة لديهم في القتال وهذا كان سبباً في زيادة الخسائر البشرية التي تجاوزت الـ 25 ألف قتيل وغيرهم الآلاف من الجرحى . ورغم هذه الخسائر الكبيرة تتابع الولايات المتحدة ضغوطها على القيادة الأوكرانية للاستمرار في الحرب غير عابئة بما دفعه الشعب الأوكراني, بعد أن تراجعت أغلبية الدول الأوربية عن تقديم السلاح إلى أوكرانيا, أما ضحايا هذه الحرب فهم الأوكرانيون سواء كانوا من الجيش الأوكراني أو من غيره .
القيادة الأوكرانية ما زالت تراوغ وترفض جميع الحلول السلمية المطروحة, ورغم المبادرات الكثيرة التي سعت إليها أكثر من دولة نحو ايجاد حلٍّ للوصول إلى اتفاق سلمي للأزمة إلّا أن تعنت زيلينسكي وجماعته يمنع الوصول إلى مثل هذا الحل ورغم أن الجانب الروسي تقدم بمقترحاته الواضحة حول اتفاقية سلام تتضمن في بعض بنودها:
– إعلان أوكرانيا دولة محايدة ضمن دستور البلاد.
– الموافقة على إعطاء الحرية لسكان المناطق في دانيتسك ولوغانسك وغيرها من الأماكن التي يعيش فيها مواطنون ناطقون باللغة الروسية ومنحهم الحق في تقرير مصيرهم بأنفسهم .
– التخلي عن الن*ازي*ة وتنظيماتها المرخصة في أوكرانيا .
هذه البنود وغيرها يمكن اعتبارها أساساً مقبولاً من روسيا لإيقاف الحرب , لكن القيادة الأوكرانية وبدعم أمريكي تستمر في تعنتها وترفض أي حلول سلمية مطروحة وكما قال رئيس الدبلوماسية الأوربية ج. بوريل خلال زيارته الأخيرة إلى كييف فإن الاتحاد الأوروبي مستعد لمقاومة روسيا “حتى الأوكراني الأخير”. ولأول مرة في تاريخ الاتحاد الأوروبي، تمنى بوريل حلَّ النزاع عسكرياً وليس دبلوماسياً.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار