“بوح القوافي” تضمنت مضمون الاحتفالية.. سبعة شعراء نثروا الحب وقيم ومعاني الشهادة في ثقافي جبلة

اللاذقية – باسمة إسماعيل:

مهرجان شعري بالمركز الثقافي في جبلة بعنوان “بوح القواني” ضمن احتفالية أيام الثقافة السورية تحت شعار (الثقافة رسالة حياة)، قدم سبعة شعراء بوحهم الوجداني تجاه الوطن والشهيد والشهادة و الحب، ولم تخلُ قصائدهم من الهم الوطني والعروبي، والقضايا التي تحاك على الوطن الأم سورية والوطن العربي والمقاومة والمقاومين .

استهل تقديم الشعراء وهذه الاحتفالية بكلمات جميلة الشاعر سهيل درويش..

الشاعر بلال أحمد قدم تشكيلة منوعة بين حب الوطن والشهادة والغزل عبر الشعر الموزون، الذي يجنح إلى الحداثة بصوره ومعانيه، وقال أحببت أن أشارك سورية والثقافة في احتفاليتها.

بدأ بقصيدة عن مدينة جبلة:

لجبلة تلك الفتاة/ التي تستحم بماء من البحر أو أغنيات/ يردد موج الصباح لها / كل يوم صلاة / وجبلة من علمتني الرؤى / علمتني الهوى /علمتني الحياة.

الشاعر حسن محرز قدم قصيدتين (ورد من الزمن الغض) حنين إلى جنة الطفولة، والقصيدة الثانية وجدانية غزلية تتماهى فيها المرأة مع الوطن مع المحبوبة الصوفية التي تغنى فيها الصوفيين بالأدب العربي (رسول المقلتين) .

يرى محرز أن الشعر بحد ذاته هو حياة وبعث جديد للحياة وإبداع له، فطالما أن هناك حياة هناك شعر، فالشعر هو التعبير الأسمى عن خلجات النفس والوجدان، وطالما الشاعر يتنفس فإنه يكتب الشعر وقد عبر عن ذلك شعراً ببيتين :

لئن كتمتك في سري كلؤلؤة

فأصدق الحب ما في سره كتم

وأجمل البوح همس جاء منسكباً

من النفوس مع الأنفاس منسجم

الشاعر محمود إسماعيل قدم قصيدتين عن الوطن سورية وقصيدة لسان الضاد، ذكر أنه يدعو في قصيدتيه إلى وحدة الكون.

في قصيدته (رسالة إلى الحياة):

ما خان مائي ضفتيه ولا أنا

بدلت غدراني وأنهاري ومائي

لكن مجرى النهر ضاقت ضفتاه

بمائه وحلمت فاتسعت سمائي

فحملت هذا الكون بين جوارجي

قد صار مني بل وصار هوائي

الشاعر سعيد مخلوف في قصيدتيه عن الشهيد حسن نصر الله وقصة من قصص الجنوب اللبناني، ورأى أن الاحتفالية هي مناسبة لذكر الانتصار في الجنوب اللبناني وعنوانها جميعها الشهادة لأجل الانتصار .

قصيدة (نصر الله):

قمر الجنوب يفيض والأنباء

والسيف قد وسعت به الأنباء

منذ الرسالة لم يكن من معجز

لو لم يكن بجنوبها العظماء

كل المنابر بالصفات تحدثت

وهنا باسمك يصدح الشعراء

وكذلك الشاعر محسن فندي قصيدتيه عن (بيروت) ورثاء للسيد حسن نصر، وبيّن أن الشعر مرآة الحياة على مختلف الأصعدة، وان يوم الثقافة يوم مميز، فالثقافة أساس المجتمع، والمجتمع من دون فكر وثقافة متردِ.

يقول في قصيدته (بيروت):

قبل جباهاً في الجنوب الأروع

واسجد ملياً فوق تبر الموضع

وانظر بقلبك واستخر نبضاته

بيروت جرحك أم غياب المرجع

فالموت يبرع في العشية والضحى

والعرب تسرح في شهي المرتع

وفي تصريح لـ”تشرين” قال الكاتب والموسيقي عاطف صقر عضو اتحاد كتاب العرب في اللاذقية: إن هذه الظهرية جميلة حفلت بعذب الشعر ما بين الوجداني وما بين الوطن، وأثبتت أن الشعر ضمير الأمة وأن قضايا الأمة حاضرة دائماً في النتاج الشعري، وخصوصاً في هذه الأزمات والأوقات العصيبة التي يمر بها الوطن، وجبلة وشعراؤها كما سائر المدن والأدباء في سورية يحملون هم الشأن العام وهم الوطن، وقد قدموه بقصائدهم الجميلة وبشفافية وروح مسؤولية ووطنية عالية، وبمستوى فني رفيع، فكانت ظهرية أدت غرضها وأوصلت جملة من الأفكار والفن لجمهور الذواقة وللحاضرين .

وأضاف: أن عنوان الاحتفالية (رسالة إلى الحياة) تعني أن الفن لا ينفصل عن الحياة، فالإنسان منذ عصر الكهوف كان يرسم على الصخور وينحت، وتوجد أناشيد -منذ فجر التاريخ- بديعة تظهر ارتباط الإنسان بمحيطه وبالحياة، فكيف الآن في زحمة وعجالات الحياة المعاصرة وصراعاتها ولمساتها الإنسانية، التي تلتقطها عيون الفنانين والأدباء، هذا ارتباط لا ينفصل وهو موجود ما وجدت الحياة وهو من أسمى المعاني الإنسانية.

الشاعر أبو الوفاء أحمد قدم قصيدة عن الوطن (أجمل وجد) وقصيدة حب وجدانية ( كان يمكن أن أحبك ).

وأشار إلى أن الشعر هو الصورة الأجمل للحياة، لأنه يضيف إليها روحاً إنسانيةً عاليةً تجعل الجمادات تنبض حياة وحباً، واللقاء بين الشعراء والجمهور هو ترجمة لهذا النبض، قدم رسالة عبر هاتين القصيدتين مجد الشهادة بالأولى وبالثانية مجد فيها الحب وكلاهما نبض الحياة.

قصيدة (أجمل وجد) يقول فيها:

لا شيء يقف في وجه الرجل الذاهب/ نحو الله / وإذا الدنيا تتكالب/ في وجهه وخطاه/ فالحزن الطيب يخلق إنساناً فرحاً بجناحين/ والأجمل من هذا الوجد / لم يخلق بعد/.

الشاعر بيهس يوسف قدم قصيدة بعنوان (لماذا أزعجت الموتى) هي إسقاط تاريخي على الواقع لإضاءة معاني المقاومة على القضايا العربية، وتمجيد للمقاومين والشهداء وفي الوقت نفسه هي سخرية من الصمت المعيب من العالم، وقصيدة بعنوان (فأرة) عبارة عن سخرية من الواقع الذي وصل إليه حال المواطن، ونوه إلى أن الاحتفالية مهمة من الناحية الثقافية لالتقاء الشعراء مع الجمهور، واجتماعية بإثارتها قضايا اجتماعية مسلطة الضوء على القضايا الوطنية، والعنوان رسالة إلى الحياة فهي تتضمن المضمون لا حياة بلا ثقافة بشتى أنواعها.

قصيدته (لماذا أزعجت الموتى):

جيبي مثقوب عن شمس / كل الرايات ممزقة /تستظهر عورة أصنامي / أتنقب بحراً يسكنني / في قلبي أحمل عصفوراً / من ضاد أثقلها تعبي / لشواطئ أرجوها وطناً / غرقت بحنين مغترب /.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار