متى يحتاج القلق الامتحاني لعلاج طبيب نفسي؟
سراب علي:
حالة من القلق والتوتر يعيشها اليوم أغلب الطلاب ممن سيتقدمون لامتحانات الشهادة العامة وكذلك أهاليهم، وتتفاقم هذه الحال أكثر فأكثر مع انقضاء فترة التحضير واقتراب موعد الامتحانات، هذا ما أكده عدد من أهالي الطلاب في حديثهم لـ(تشرين).
(صعوبة النوم، وقلة تناول الطعام، والتوتر، هذا ما يعاني منه ابني الذي سيتقدم بعد أيام لامتحان الشهادة الثانوية) تقول السيدة هناء والدة الطالب محمد لـ(تشرين)، مضيفة: منذ قرابة الشهر تغير نمط سلوكه اليومي و أصبح أكثر عصبية وتوتراً، كما إنه لا يأكل إلا قليلاً، ناهيك عن ألم البطن الذي يعانيه بين الحين والآخر، وتابعت: عند عرضه على طبيب هضمية أكد أنه لا يعاني من أي أمراض جسدية، مؤكداً أن حالته نفسية.
وأضاف السيد أحمد بدران والد الطالبة هزار في الصف التاسع إن ابنته في أيام الامتحان العادية تتوتر وتستطيع بمساعدتنا التغلب على توترها، ولكن هذا العام وخصوصاً منذ قرابة الأسبوعين لم نعد قادرين على السيطرة على توترها الذي يرافقه قلة نوم وإقياء وبكاء غير معروفة أسبابه، وأضاف: كما إنها تستيقظ كثيراً في الليل، مشيراً إلى أنه سيعرضها على طبيب نفسي إذا ما استمر الوضع على حاله .
بدورها أوضحت الباحثة الاجتماعية د.سلوى شعبان في حديثها لـ(تشرين) أنه نتيجة اقتراب الامتحان وقبل البدء به يصاب بعض الطلاب بحالة من التوتر النفسي، فيشعرون بالارتباك والقلق والتعرق وظهور بعض الأوجاع كالصداع، حتى أن القلق يرافق العائلة وجو التوتر يعم الأرجاء .
وأرجعت شعبان هذا الهول والخوف لطريقة التخويف والترهيب التي يخلقها الأهل في المنزل، وموضوع المقارنة بين أبنائهم والغير متناسين الفروقات التي تميز كل فرد عن غيره، أو مطالبتهم بالعلامات المرتفعة والمعدلات التي تجسد لهم مدى تفوق الأبناء حتى يتباهوا بذلك، وأضافت: قد يكون التشتت وعدم التركيز عند الطالب وعدم الحفظ والتحضير والاعتماد على الغير وعدم وجود الثقة بالنفس والإرادة كلها مسببات لهذا القلق وهذا الخوف .
هنا أكدت شعبان أنه لابد من إيجاد جو الهدوء والدعم والاهتمام بالغذاء المفيد، وساعات النوم الكافية، والمتابعة والوقوف إلى جانب الأبناء مهما كان مستوى تفوقهم وتحصيلهم وذكائهم، لأنهم هم أبناؤنا ونحن مسؤولون عنهم بجميع الحالات، ومتى تلقى الطالب هذا الكم من الاهتمام تلقائياً سيتحول انتباهه للحرص والاجتهاد والقوة وعدم الخوف والقلق.
وأشارت الباحثة الاجتماعية إلى أنه في حال لم نستطع ذلك واستحال الموضوع، هنا لابد من اللجوء للطبيب النفسي، الذي يخفف من ذلك ببعض الأدوية والمهدئات وبعض التمارين والإجراءات، وتحسين بالسلوكيات المعرفية التي تجعل الطالب طبيعياً يتابع حياته بكل هدوء.