كيف يوفر المعلمون أجواء مريحة للطلبة في شهر رمضان المبارك؟
يتواجد الطلاب في الصفوف خلال شهر رمضان المبارك فيشعرون بالإجهاد، بين الصيام والدوام المدرسي وأداء الواجبات وما يرافق ذلك من سهر لتناول وجبة السحور، وتالياً عدم حصولهم على ساعات كافية من النوم، وهو ما يراه الأهل بحاجة إلى إيجاد حالة من التكيف في هذه الفترة والتخفيف عنهم لحين انتهاء أعباء هذا الشهر الكريم.
سيدرا في الصف السابع الأساسي، تشعر بالتوتر والقلق من عدم قدرتها على الصيام ومتابعة دروسها في الوقت ذاته، خاصة أنها اعتادت سابقاً السهر مع ذويها، والنوم لفترة خلال نهار رمضان، تتحدث عن مشاعرها المتضاربة من فرحتها بقدوم رمضان، وخوفها من عدم القيام بواجباتها الدراسية كما يجب، مؤكدة أن غالبية زميلاتها في الصف مثلها، ويتبادلن الحديث حول صعوبة رمضان لهذا العام، ولكنهن رغم ذلك متابعات للصيام ويؤدين واجباتهن المدرسية على أكمل وجه.
ربما يكون التعود على الاستيقاظ مبكراً والذهاب للمدرسة الخطوة الأكثر صعوبة لدى الطلاب، كون غالبيتهم اعتادوا السهر لتناول وجبة السحور مع عائلاتهم، لذلك تبدأ معاناة الأمهات، كما تقول والدتها تغريد عند محاولتها إيقاظ أبنائها الثلاثة للذهاب إلى المدرسة؛ تقول الأم: إنها عاشت أجواء رمضان خلال طفولتها في المدرسة، والآن تعاني مع أبنائها لمتابعة الدروس بشكل منتظم خلال ساعات النهار، كونهم جميعاً في المرحلة الإعدادية وصائمين، محاولة التخفيف عنهم قدر المستطاع، فتتواصل مع المعلمات في المدرسة بهدف متابعة أبنائها خلال تواجدهم في الصف المدرسي، وتحفيزهم على القيام بأنشطة تفرحهم وتستغل وقتهم بشكل سليم.
معلمة الأنشطة سهير ديب منذ اليوم الأول قدمت للطلاب في المدرسة مجموعة من المقترحات لإتمام الواجبات، حيث يمكنهم القيام بها خلال نهار رمضان، مع مشاهدة التلفاز من دون أن يؤثر ذلك على دراستهم، مع وجود تفاعل بين الطلبة والمعلمين خلال هذه الفترة، بحيث يجد التلاميذ الصغار في المراحل الأولى المتعة والمنافسة مع بقية الطلاب بتقديم الأفضل، والفوز بجوائز تقدم لهم بعد العيد لأنهم صاموا الشهر الفضيل.
الاختصاصية التربوية والنفسية صبا حميشة ترى أن شهر رمضان فيه العديد من التغيرات في النمط والروتين المعتاد للحياة بشكل عام، وهذا العام جاء متزامناً مع الدوام المدرسي، الذي من شأنه أن يحدث تغييراً وتأثيراً على حال الطالب، لذلك يجب على المعلم أن يكون صبوراً ويراعي وضع الطلاب في شهر رمضان المبارك، خاصة إذا كان الصائمون بأعمار صغيرة، فيحاول تبسيط المعلومات وعدم الضغط عليهم بكم هائل من الدروس، لأنه كما هو معروف بأن القدرة على الاستيعاب ممكن أن تقل أثناء الصيام، ويستحسن عندما يحس المعلم بالتعب قد ظهر على وجوه الطلاب أن ينعش الدرس بفاصل ترفيهي أو نشاط خفيف ليعود الطلاب إلى طاقتهم وحيويتهم لذلك فإن طقوس الصوم، سيكون فيها إشكالية بساعات النوم الكافية للاستيقاظ مبكراً للمدرسة فيجد الطالب صعوبة في التركيز وتأدية الواجبات المدرسية، وحالة من الكسل، والإرهاق، خاصة خلال وجود الامتحانات
وتنصح حميشة الأهل بأن يساعدوا أبناءهم على الصيام من خلال توفير أجواء مناسبة لهم، وتأخير الدراسة اليومية إلى ما بعد الإفطار، حتى يتمكن الطالب من التركيز، وهناك من يؤجل الدراسة إلى فترة السحور، أو بما يناسب وضع الأسرة والأطفال بوجه عام.
وتعتقد حميشة أن الطلاب في هذه المرحلة العمرية قد يفتقدون القدرة على التحمل، لذا من المهم أن يكون هناك توازن في التعامل معهم خلال هذه الفترة وتعلم الصبر، خاصة لدى هذه الأعمار التي تتسم بالإفراط في النشاط، ما قد يؤدي إلى حدوث جفاف ونقص في السوائل لديهم، لذلك يصب دور الأهل في المحافظة على وجبتي الفطور والسحور حتى يحصل الطالب على كمية كافية من المواد الغذائية، التي تكفيه لتحمل الجلوس في الصف، والتركيز والمتابعة في ظل صيام ١٥ ساعة يومياً معظمها في أجواء حارة؛ والتخفيف من حصص الرياضة التي تحتاج إلى طاقة، وقد تصيب بعضهم بالإعياء وإيجاد حالة من التكيف لحين انتهاء الشهر الكريم.