إنتاجنا الزراعي الغذائي إلى أين؟

لا يمكن التوفيق بين نمو سكاني وتراجع مقدرة الأرض على إنتاج الغذاء ، فما الحل؟

هل من خلال استصلاح الأرض أم التركيز على إنتاج وحدة المساحة ، وهل الأرض مازالت قادرة على إنتاج الغذاء ليشكل فائضا ، ونحن نشهد تراجعه؟ أسئلة تشغل بال العالم ونحن جزء منه ، البحوث العلمية الزراعية ومختصوها يجيبون عن هذه الأسئلة .
يقول الدكتور وسيم عدلة رئيس مركز بحوث الغاب الزراعي: يشكل الإنتاج الزراعي الغذائي عصب الحياة للبشرية ولاحظنا منذ عدة سنوات كيف بدأ حديث العالم والتركيز على إيجاد الحلول لرفع خصوبة الأرض وزيادة إنتاجها من المواد الغذائية والحد من تصحرها في ظل موجة الجفاف وشح المياه ونقص الغذاء ، ما يعيد إلى الواجهة قضية الأرض في علاقتها بالتنمية المستدامة .
وأضاف عدلة : بل إن الأرض بدأت تدق ناقوس الخطر لجهة عجزها عن الإنتاج الزراعي الغذائي ومحدوديتها .
والحل يبين الدكتور عدلة بتطبيق مفاهيم أصيلة لاستصلاح المزيد من الأرض واستثمار كل شبر ممكن زراعته ولو من باب الاكتفاء الذاتي للمواطن ما يخفف الضغط عن الحكومة ويتناسب مع النمو السكاني .
وأضاف الدكتور عدلة: في الوقت الذي ساهم الجفاف على مدار السنوات الخمس الماضية بل وقبلها في تخريب وعرقلة النمو الاقتصادي الريفي ما دفع المزارعين إلى خارج حقولهم بسبب الجفاف وحده وارتفاع التكلفة أيضا، والحل عند الحكومة .
من جانبه قال الدكتور منهل الزعبي الخبير في الهيئة العامة للبحوث الزراعية : إن تراجع مقدرة الأرض إنتاجيا يؤدي إلى هجرة السكان وهذا ما يعرف بالهجرة نتيجة التغيرات المناخية وتدهور التربة وتدني خصوبتها وعدم مقدرتها على تقديم الغذاء الفائض .
ويتابع الدكتور منهل: فكيف هي الحال اليوم مع ارتفاع تكاليف الإنتاج وشح المياه وعدم عقلنة استخداماتها وهدرها، بكل تأكيد يؤدي ذلك إلى تراجع الإنتاج الغذائي في كل دول العالم ونحن لسنا بمنأى عن ذلك . فلابد من البحث عن زراعات أقل استهلاكا للمياه والتركيز على تطوير الإدارة الجيدة للموارد المائية ، أما ما يتعلق بالري الحديث فلم يعد متاحا اليوم لكونه بات مكلفا كثيرا وكان على الحكومة تنفيذه قبل سنوات .
ويختم الدكتور منهل حديثه: لكن توجد تقنيات ري حديثة ممتازة جدا لتوفير المياه وهي أن تستخدم بشكل جماعي وعقلاني .
بالمختصر المفيد نستطيع أن نقول لا إنه خوف على سورية من الفاقة رغم الأزمات التي تعصف بها ومن حولها والأزمات العالمية وزيادة نمو سكانها نظرا لما تتمتع به من طاقات بشرية وموارد وثروات تحصّنها مما عصف بغيرها . شريطة محاربة الفساد والابتعاد عن اتخاذ قرارات ارتجالية بدوافع قد تكون بعيدة عن العلمية والعملية إن لم نقل عن المصالح الشخصية .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
نادي بردى يحرز 8 ذهبيات في البطولة الدولية الأولى بلعبة "الباجوت" القتالية إصابة أربعة مواطنين بانفجار لغم من مخلفات الإرهاب بدير الزور 5.8 مليارات ليرة تعويضات مزارعي التفاح بسبب البرَد في حمص 10 مهن مهددة بالاندثار بسبب الذكاء الاصطناعي.. منها الإنتاج والإعلام والنقل والصحة والقانون والتكنولوجيا من باب تشجيع المزارعين.. هل تتسوق «الأعلاف» الذرة الصفراء من زارعيها بدلاً من استيرادها بالقطع الأجنبي أو عن طريق التجار؟ الضفة الغربية تُعيد الصراع إلى جذوره.. تصدٍّ للاحتلال وتصعيد في العمل المقاوم.. الكيان أمام تحدٍّ خطر والكوارث تتفاقم أسعارها أخرجتها من قائمة المأكولات الشعبية.. المعجنات تسجل ارتفاعاً جديداً بحجة أسعار المواد الأولية تجفيف الخضار.. خيار ربّة المنزل لمؤونة الشتاء في ظل الانقطاع الطويل للكهرباء اليوم بدء صرف المستحقات المالية للمزارعين المتضررين في طرطوس ضمن إجراءات تحويله إلى مشفى.. «صحة الحسكة» تستعد للبدء بإعادة تأهيل الطابق الثالث في المركز الطبي بالمدينة