الأوطان أمانة في أعناق مواطنيها
الحياة ثقافة وحضارة يجب أن نعيشها في كل تفاصيل حياتنا من خلال انعكاس هذه الثقافة والحضارة على حياتنا وسلوكنا بجهاد النفس وتبديل كل سلبية في عقولنا وأفكارنا وسلوكنا بإيجابية فكرية وعقلية نطبقها عملاً وسلوكاً في حياتنا العملية والاجتماعية بدءاً من البيت مروراً بالأسرة.
تلك هي غاية الحياة المثلى لنتخلص من الشوائب الكامنة في نفوسنا وعقولنا، سواء أكانت موروثة أو ناتجة عن ردّات فعل سلبية، فالمطلوب منّا أن نفلح عقولنا وقلوبنا، ونطهرها من الأدران والشوائب، وكما يفلح المزارع أرضه ويعرِّض تربتها للشمس والهواء النقي ويعشّبها من النباتات الضارة معيداً الكرّة مراتٍ خلال الموسم، هكذا يتوجّب على الإنسان أن يعرّض عقله وقلبه للنور الذي وهبه له الله ويعكس هذا النور على نفسه أولاً والدائرة المحيطة به بدءاً من الأسرة وتوسيع هذه الدائرة لتشمل التعاون مع كافة شرائح المجتمع ، وهذا الأمر لا يأتي بين عشيّة وضحاها، بل هو جهاد نفسي وعقلي مستمر يتم من خلال السؤال القلق الإيجابي الواجب على الإنسان طرحه على نفسه: «كيف أكون فاعلاً في مجتمعي» فلقد خلقني الله لأنطق بلسانه وأفكرّ بعقله وأحبّ بقلبه، واستعمل كل حواسي وإمكاناتي لأمجّد الله عملاً وخدمةً له من خلال خدمتي لأخي الإنسان الذي يعترضني في مسيرة حياتي، محاسباً نفسي كل مساء على الهفوات والأخطاء التي ارتكبتها، متجنباً إياها ومعمقاً الأفكار والأقوال والأعمال الصالحة لأعمقها في كياني ونفسي بانياً كل يومٍ لبنات صالحة في كياني المجتمعي بدءاً من أسرتي وانتهاءً بالمجتمع المحيط متذكراً «أن الخطأ أزمة في سياق العمل» محاولاً النهوض من كبواتي واستعادة نشاطي العقلي والجسدي.