العملات الالكترونية المشفرة تتجاوز العقوبات بتصميمها المقاوم للرقابة

لم تعد الحروب تقليدية وما خفي فيها أعظم الحروب اليوم بسبب التقدم التكنولوجي.. حروب تقنية بالدرجة الأولى وكما نشاهد ونسمع اليوم باتت سيبرالية وعلى الفضاء ومن يمتلك المنصات ووسائل التواصل و«النت» يمتلك اقتصاداً قوياً عابراً للعقوبات, ووسط الصراعات نجد أن العملات الإلكترونية المشفرة تحولت إلى سلاح مهم في إدارة المعارك .وفعلاً بدأت الدول تستخدمها لتخفيف وطأة العقوبات، بينما نجد دولاً أخرى تعتمد عليها في الحصول على تبرعات وتمويل وسد الاحتياجات الضرورية.
وتعدّ روسيا ثالث أكبر دولة بتعدين العملات المشفرة في العالم بعد كل من الولايات المتحدة وكازاخستان، وتقدر معاملات المواطنين الروس بالعملات المشفرة بنحو 5 مليارات دولار سنوياً، حيث يعدّ الروس مستخدمين نشطين لتداول العملات الرقمية عبر الإنترنت، حسب البنك المركزي الروسي.
بينما تحتل أوكرانيا المرتبة الرابعة في مؤشر تبني العملة المشفرة العالمي لشركة Chainalysis، بعد فيتنام والهند وباكستان، ويمر نحو 8 مليارات دولار من العملات المشفرة عبر البلاد سنوياً، واتخذت الدول خطوات جدية في وضع اللوائح المناسبة لتعدين البيتكوين خلال العامين الماضيين، وشجعت على استخدام مصادر الطاقة النووية لمشروعات تعدين العملات الرقمية.
ويرى المحلل الاقتصادي أنس نغنغ أن العملات الذكية باتت صديقة للاقتصاديات التي تواجه صعوبات وتحديات وعقوبات، لذلك ترحب المزيد من الدول بعمليات التعدين وتشجعها.
وعن زيادة التعامل بالعملات المشفرة مؤخراً بيّن المحلل الاقتصادي نغنغ أنه من المرجح أن يكون هذا تكتيكاً لنشر الوعي حول مأزق الحرب والعقوبات، إضافة إلى ترحيب الدول بقبول العملات المشفرة، وخلق ضجة عبر مجتمعات وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي الوقت نفسه حذر نغنغ من أنه في الأحوال الطبيعية لا يمكن استخدام الأصول المشفرة و«البلوكشين» كما هي الحال في الأدوات المالية التقليدية، هذا بسبب تصميمها المقاوم للرقابة، ويمكن لكل دولة محاولة إنشاء الأصول المشفرة الخاصة بها، ولكن بالنظر إلى مدى ترابط الاقتصاد العالمي ستظل قيمتهما متناسبة مع العملات الأخرى، المشفرة والعملات الورقية مثل الدولار.
وأشار نغنغ إلى أنه يمكن أن تؤثر العقوبات بشكل جزئي في استخدام العملات المشفرة من حيث إعادة تحويلها إلى عملات ورقية وهذا أمر صعب من دون استخدام الرموز الصوريّة، لكن أيضاً في حالة الأزمات لن يتمكن أي شخص من مصادرة الأموال الموجودة في العملات المشفرة والوصول إليها باستثناء صاحب المفاتيح. وإذا قامت الدول بتحويل الأموال العامة إلى محافظ من العملات الرقمية، فقد يحمي ذلك موارد الحكومة من النهب .
وبيّن نغنغ أن ما يجري حالياً يعدّ أول تعامل كبير بالعملات الإلكترونية في عصر التشفير وهو ما يعني أيضاً ولأول مرة على الإطلاق أنه توجد أداة يمكنها نقل مليارات الدولارات بسهولة عبر الحدود وهي متاحة ليتم استخدامها من الدول، وعبر المنصات لتوجيه دعوات لنقل حسابات من خلال العملات المشفرة، ونشر عناوين المحافظ الرقمية للرموز بما في ذلك «بيتكوين وإيثيريوم» والعملة المشفرة المستقرة المرتبطة بالدولار« Tether».
ووفقاً لشركات تحليل، تم خلال الأيام الماضية تحويل عشرات الملايين من الدولارات من خلال آلاف الحسابات بالعملات المشفرة .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
في ذكرى تأسيس وزارة الثقافة الـ 66.. انطلاق أيام الثقافة السورية "الثقافة رسالة حياة" على سيرة إعفاء مدير عام الكابلات... حكايا فساد مريرة في قطاع «خصوصي» لا عام ولا خاص تعزيز ثقافة الشكوى وإلغاء عقوبة السجن ورفع الغرامات المالية.. أبرز مداخلات الجلسة الثانية من جلسات الحوار حول تعديل قانون حماية المستهلك في حماة شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا