ضخ المياه في جرمانا يغيب أياماً ويعود بالقطارة!
لا تكاد أزمة المياه التي يعاني منها قاطنو مدينة جرمانا في ريف دمشق تنتهي لتعود من جديد، وتبدأ معاناة القاطنين من شح المياه التي يتوقف ضخها لأيام طويلة تتجاوز في أكثر الأحيان الأسبوع، وبعد غياب المياه المطول وعودة ضخها يكون حينها الضخ ضعيفاً جداً، ويكون وقع ذلك الأمر أشد وخاصة القاطنين في الطوابق المرتفعة، ولسان حال القاطنين يسأل ألم يستطع المعنيون بـ«المياه» إيجاد حل جذري لهذه المعاناة المستمرة منذ سنوات عدة؟!
واقع غياب المياه عن سكان المدينة يضع السكان أمام احتمالين لا ثالث لهما وكلاهما مرّ، الأول عبر ترشيد استهلاكها بشكل كبير جداً، والثاني تأمينها عبر الصهاريج المتنقلة، ما يكبدهم أعباء مادية إضافية، فسعر برميل المياه ازداد إلى الضعف تقريباً وتراوح مؤخراً ما بين 1000 و2000 ليرة .
ولمعرفة أسباب أزمة المياه التي تشهدها مدينة جرمانا، والحلول الإسعافية التي تقوم بها «المياه» للتخفيف من معاناة السكان، تواصلت «تشرين» مع رئيس وحدة المياه في جرمانا طلال بركة الذي أوضح أن المدينة تختلف عن بقية قطاعات ريف دمشق لأن عدد السكان فيها يتجاوز 1.8 مليون نسمة، وهم بحاجة لكميات كبيرة جداً من المياه تتجاوز 60 ألف متر مكعب، لافتاً إلى أن بعض الأبنية خارج المخطط التنظيمي وبالغالب مخالفة، الأمر الذي خلق أزمة كبيرة لأن شبكة المياه في المدينة تم تصميمها وتنفيذها منذ ما يزيد على العشرين عاماً لتخدم عدد سكان لا يتجاوز 40 ألف نسمة، وبالتالي الشبكة كانت مصممة تقريباً لتخديم من 300 إلى 400 ألف شخص.
وأضاف: سبب أزمة المياه التي يعاني منها الكثير من قاطني المدينة هو ارتفاع ساعات تقنين الكهرباء، فبرنامج التقنين الكهربائي الحالي هو 5 ساعات قطع مع ساعة تغذية خلال ساعات النهار، مشيراً إلى أن المدينة بحاجة لعدد ساعات تغذية كهربائية لتصبح الشبكة قابلة للاستثمار وتستطيع نقل المياه إلى الأحياء، فهي بحاجة لوصل الكهرباء 8 ساعات كحد أدنى، أما الشبكات الموجودة فتحتاج فعلياً لـ24 ساعة تغذية كهربائية حسب تصميمها.
وأضاف بركة: إن توفير ساعات التغذية الليلية للمدينة ليس ميزة بل ضرورة لأنها تحتاج للتيار الكهربائي أكثر من غيرها نظراً لعدد القاطنين فيها، ولا يوجد أي ارتباط بين تعبئة المياه والتغذية الليلية في المدينة، إنما الجهات المعنية ليس لديها القدرة على التغذية المتواصلة نهاراً، وبيّن بركة أن نظام تغذية المياه في جرمانا خلال عملية التوزيع كل يومين، ولكن توحيد ساعات الكهرباء كان له أثر كبير على انقطاع المياه، لذلك طلبت وحدة المياه ساعات تغذية إضافية لتستطيع التحكم في الشبكة .
واقترح بركة حلّين بديلين: الأول هو عبر تأمين الطاقة البديلة، أي المشتقات النفطية للمشاريع المائية التي يمكن أن تكون فيها مجموعات توليد تعمل على المازوت، ولكن حتى لو تم استثمار هذه الآبار على المازوت من دون وجود كهرباء ستواجه المدينة أزمة خانقة لأن عدد مجموعات التوليد الاحتياطية التي تعوض نقص الطاقة الكهربائية عبر استخدام المازوت هي 16 مقابل 42 بئراً وبالتالي لا تغطي 30 بالمئة من إجمالي عدد الآبار، والحل الثاني عبر تمديد خط كهربائي معفى من التقنين خاص بآبار مؤسسة المياه، وتم رسم الخطوط وتحديد المسارات ورصد التكلفة المالية البالغة 2.8 مليار ليرة، وأعلن عن المناقصة مؤخراً ورست على أحدهم وسيتم تنفيذ المشروع بمدة زمنية تتراوح بين شهرين وأربعة أشهر، ووضع التمديدات في الفترة الزمنية القريبة القادمة.
وأضاف بركة: يوجد خط رديف للتغذية المائية يزود المدينة ويطلَق عليه مشروع الوحدة الخامسة الموجود على طريق مطار دمشق الدولي، وهو عبارة عن مجموعة من الآبار تتراوح بين 15 و18 بئراً وتنتج كمية من المياه المقبولة تتراوح من 6 إلى 8 آلاف متر مكعب حسب الوضع الكهربائي، مضيفاً: إن الخط معفى من التقنين الكهربائي ويقدم الحصة للمدينة بشكل يومي ولكن المياه ليست فيجة كما يعتقد الكثيرون، إنما هي مياه مشابهة لمياه آبار جرمانا، ولكن في الفترة التي يفيض فيها النبع والممتدة منذ شهر آذار لنهاية شهر أيار في كل عام تتوقف الآبار عن الضخ لعدم الحاجة وتروى مدينة جرمانا بمياه الفيجة من الخط ذاته.