تصحيح الخطأ
قبل اجتماع القمة العربية المرتقب في آذار بالجزائر، يمكن القول إن جاز التعبير إن ثمة قمةً أو مجموعة قمم بشكلها المصغّر عُقدت في سورية، ومن دون تخطيط مسبق، فالزيارات العربية التي شهدتها سورية مؤخراً، مهما كان شكلها والموضوعات التي بُحثت فيها، أكبر دليل على إدراك العرب لأهمية سورية ومكانتها وأهمية دورها المحوريّ في جميع القضايا.
كثيرة هي الأحاديث التي سادت في الفترة الأخيرة عن عودة سورية إلى مقعدها في الجامعة العربية بعدما جُمدت عضويتها فيها زوراً وبهتاناً، وعاد البعض من العرب الآن وباتوا يطرقون أبواب دمشق، إدراكاً منهم بضرورة العمل مع سورية وأهمية دورها في المنطقة، وأنها جزء لا يتجزأ من العمل العربي المشترك، وإيماناً منهم بأن الجامعة العربية من دونها لاتقوم لها قائمة، فكل السنوات الماضية التي مرت كانت الجامعة من دون فعالية، ولم تحقق اجتماعاتها أي هدف يصبّ في خدمة القضايا العربية.
استناداً إلى ما سبق، إن تعيين مملكة البحرين سفيراً لها في سورية، والأصوات التي تدعو لعودة سورية للمشاركة في أعمال الجامعة العربية، إضافة إلى ترشيحها لعقد العديد من الاجتماعات المهمّة على أراضيها، كل هذا يصبّ في إطار الرغبة العربية في إعادة تفعيل وإحياء العلاقة مع سورية والتعاون معها.
طالما كانت سورية حريصةً على ضرورة العمل والتعاون العربي المشترك وإعادة العلاقات العربية– العربية إلى مسارها الصحيح إيماناً منها بأهمية التكاتف في مواجهة ما يعدّ للأمة العربية من مخططات تخريبية وتدميرية خبيثة، تطول حتى من يتحالف مع أعداء الأمة، إذ ليس من مصلحة الدول العربية الاتفاق مع العدو أمريكياً كان أم إسرائيلياً أم حتى تركياً أم أي طرف آخر، فالمصلحة العربية تقتضي الاتفاق والتعاون والتكاتف وتعزيز العلاقات وتقويتها بين الدول العربية.
من الواضح أن العرب وصلوا اليوم إلى مرحلة يحاولون خلالها تصحيح الخطأ التاريخي الذي ارتكبوه بحق سورية، عندما حاربوها، أما الآن فباتوا يتحينون الفرصة ليعودوا إليها والتعاون معها وليس لإعادتها إليهم، في المقابل سورية كانت ومازالت منفتحةً ومتعاونةً ومرحبةً بأيّ خطوات تصبّ في خدمة القضايا العربية.