سورية أولاً وآخراً
منذ انطلاق عملية التسوية في محافظة دير الزور في 14 تشرين الثاني الماضي، وإعلام المؤامرة يحرض من دون أن يرتد إليه صدى تحريضه بما يريد من أهداف خبيثة، ولم يكن من خيار أمامه سوى الانكفاء وبلع لسانه وهو يرى الآلاف من أبناء دير الزور يتقاطرون إلى المراكز التي افتتحتها الدولة لتسوية أوضاعهم، بمن فيهم من انضم إلى الجماعات المسلحة طوعاً أو كرهاً، ولا يخفى على الشعب السوري ما تعرض له هؤلاء من تغرير وتضليل من جهة، ومن ضغط وترهيب من جهة ثانية لدفعهم إلى الوقوف في جبهات معادية للوطن وإخوانهم في الوطن.
كل السموم التي بثّها إعلام المؤامرة لتثبيط عزيمة أبناء دير الزور عن العودة إلى الوطن لم تنفعه، وكل ما قامت به الميليشيات الإرهابية المسلحة، التي تعمل تحت إمرة العدو التركي أو إمرة العدو الأميركي، من ترهيب ومن قطع للطرقات، لم ينفعها في كسر إصرار أبناء المحافظة على الوصول إلى مراكز التسوية التي فُتحت للجميع، أي لكل من يستطيع الوصول إليها من دير الزور وغيرها من المناطق المحيطة.. وها هي الدولة السورية تحضّر للانتقال إلى مناطق أخرى، إلى الرقة، بدءاً من الأسبوع المقبل، إصراراً منها على فتح أبواب العودة أمام كل أبناء الوطن.
الحملة المسمومة التي يقودها إعلام المؤامرة ليست بجديدة، بل تنطلق مع كل عملية تسوية، ولنتذكر كيف استشرست عندما انطلقت في درعا، ليجن جنون القائمين على هذا الإعلام، مُصعّدين ما استطاعوا من حملات التحريض وعمليات الترهيب التي وصلت إلى حد تنفيذ اغتيالات للقائمين والداعين والداعمين لعملية التسوية من أبناء درعا، ولكن كل ذلك لم يدفعهم إلى الإحجام والنكوص، بل كانوا أكثر إصراراً وتمسكاً بوطنهم، وما زالوا يقاومون عمليات التحريض والترهيب حتى الساعة.
أبناء دير الزور يتحدثون عن نتائج التسوية التي انعكست مباشرة على الواقع الزراعي والاقتصادي، مع العودة إلى زراعة واستثمار الأراضي التي هُجرت لسنوات، وافتتاح مشاريع ومحال تجارية بما يعيد تنشيط الأسواق وحركة الاقتصاد.
عمليات التسوية ستتواصل والدولة السورية لن تكون إلا مع أبنائها في كل شبر من أرض الوطن، وهي ليست خياراً للدولة فقط بمعنى أنها فرضٌ منها كما يصور إعلام المؤامرة، بل هي خيار أبناء الوطن أيضاً.. ولمن لا يفهم لغة الوطن والوطنية فليعد قراءة مسار التسوية منذ بدأت في الغوطة وفي حمص وفي درعا واليوم في دير الزور وغداً في الرقة، وبعدها في كل منطقة ما زال الإرهابيون يعيثون فيها خراباً ودماراً.. عندها سيفهم أن سورية أولاً وآخراً عند جميع أبنائها.