لا جديد تنتظرونه!
منذ مدة والحديث يدور عن موقف دولي أميركي جديد «أو لنقل مختلف» من قضية الاستيطان الإسرائيلي.. آخره كان أمس بخصوص توسع هذا الاستيطان باتجاه أرض مطار قلنديا شمال مدينة القدس المحتلة، حيث صدرت تصريحات دولية/أميركية، تعبًر – كالعادة – عن القلق والمخاوف، وتطالب الكيان الإسرائيلي بالتراجع حتى لا ينعكس الأمر على «إجراءات الثقة.. والجهود الدولية المبذولة لإحياء التفاوض.. وحل الدولتين».
ويُقال ضمن ذلك الحديث أعلاه، أن هناك ضغوطاً دولية/أميركية لوقف الاستيطان الإسرائيلي، بما فيه على أرض مطار قلنديا لخطورته على وضع مدينة القدس باعتباره يندرج في إطار مخطط إسرائيلي لفصلها عن محيطها الفلسطيني من الجهة الشمالية.
الآن… أين هو الموقف الدولي/الأميركي الجديد في كل ما سبق؟
قد يجيب البعض أنه في مسألة ممارسة الضغط على الكيان الإسرائيلي.
ولكن أين مواضع هذا الضغط، وكيف هو شكله ومضمونه؟
هذا ما لا يتضمنه ذلك الحديث أعلاه، إلا إذا كان هناك توجه نحو عدم الإفصاح، لتكون النتائج على الأرض هي من يفصح عن شكل الضغط ومضمونه، أي نجاح هذا الضغط … لكننا هنا مضطرون لانتظار النتائج، التي لا نعرف ما إذا كانت ستأتي عاجلاً أم آجلاً.. أم إنها لن تأتي أبداً، وهي لن تأتي أبداً فهذا هو الحال منذ سبعة عقود تقريباً على زرع الكيان الإسرائيلي في منطقتنا على أرض فلسطين العربية.
نحن لا نقول ليس هناك ضغوط، لكنها من النوع غير المؤثر، غير الملزم، كلام في الهواء، وإذا ما كانت مؤثرة وملزمة فليس الهدف منها تحقيق مصلحة ما للشعب الفلسطيني، بل إن هذه الضغوط – وشر بليتنا ما يضحك – هي لمصلحة الكيان الإسرائيلي نفسه، هذا الكيان الموغل في التعنت والصلف وبما يضع الموقف الدولي/ الأميركي في حالة حرج، وعليه لا بد من حفظ ماء الوجه عبر الحديث عن ضغوط وعن موقف جديد.. أما واقع الحال فهو أن أي شيء لم يتغير بدليل أن ذلك الحديث يكاد لا يتعدى الساحة الفلسطنيية، ولولا أن الخارجية الفلسطينية تصدر بيانات تطالب بمواقف مؤثرة بصورة أكبر وأعمق ما كان لهذا الحديث أن يتعداها، ومع ذلك هو لم يتجاوز حدود النشر كخبر مقتضب مختصر مر مرور الكرام كما هو حال ذلك الحديث عن الضغوط والمواقف الدولية الجديدة.