خالية الوفاض
لا أحد يستطيع نكران أن نادي الاتحاد بكرة السلة من الأندية الكبيرة الذي حصد بطولة الدوري ١٩ مرة وهو رقم قياسي، كما فاز بمسابقة كأس الجمهورية ٩ مرات، وهو رقم قياسي غير مسبوق لأي نادٍ محلي ولكن السؤال المطروح الآن: لماذا خرج النادي العريق هذا الموسم خالي الوفاض من المسابقات المحلية ومن يتحمل المسؤولية في ذلك؟
إذ لم يكن أشد المتشائمين يتوقع خروجه من المنافسات والبطولات الرسمية هذا الموسم ( مسابقتي الدوري والكأس) خالي الوفاض بعد ماراثون طويل وشاق حفل بالكثير من التغييرات والتقلبات الغريبة لم ترضِ عشاقه ومحبيه، حيث خرج من الدور نصف النهائي للدوري أمام الكرامة الذي حصد اللقب للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته، ومن ثم أخفق الاتحاد في مسابقة كأس الجمهورية التي خرج منها مبكراً على يد الجيش، ولعل الأسباب الحقيقية لذلك تكمن في التغيير المتكرر للكادر التدريبي للفريق، فبعد الموسم السابق وما حققه مدربه عثمان قبلاوي الذي عرف كيف يفوز مع فريقه ببطولة مسابقة كأس الجمهورية وكان قريباً من الفوز ببطولة الدوري لولا توقفها بسبب وباء “كورونا” الذي أوقف كل النشاطات الرياضية ليكتشف القبلاوي وفي حفل تكريم الفريق أنه غير مرغوب فيه ليبدأ مع الدوري مع الفريق باستقطاب أفضل اللاعبين المحليين وفي مقدمتهم الصدير والجليلاتي وبكر والصالح.
وعندما وجد نفسه أنه ضائع فضّل الابتعاد ليتسلم المهمة رئيس النادي المهندس باسل حموي ولهذه الغاية تعاقد مع مدرب صربي الذي لم يستطع تقديم شيء للسلة الأهلاوية ليعاود الحموي التصدي لهذه المهمة مرة أخرى ومن ثم أوكلت المهمة للمدرب محمد أبو سعدى الذي قاد الفريق حتى الدور نصف النهائي من مسابقة الدوري وليخرج مبكراً ليتواصل مسلسل التغييرات من جديد مع انطلاق مسابقة الكأس، حيث تم تكليف المدرب منير عتال الذي وصل مع الفريق للدور ربع النهائي ليخرج على يد فريق الجيش .
وإذا كان المدرب هو المشكلة، فالفريق كان خلال الكأس بعيداً عن مستواه، إذ جاء تطبيق نظام البطولة قبل فترة قصيرة من انطلاقتها، لذلك على إدارة النادي البحث عن الحلول المناسبة وترتيب البيت الداخلي من جديد لسلتها بعيداً عن المصالح الضيقة والشخصية، والأهم الاعتماد على أبناء النادي من لاعبين ومدربين لأنه غني بالكوادر والخبرات والغيورين على مصلحة النادي.