مفارقات عالم اليوم

كيف يستقيم الحديث في مجلس الأمن الدولي -الذي يعتبر أعلى هيئة دولية منوط بها السلم والأمن الدوليين وحماية القوانين والدولية- عن معاناة الشعب السوري، والحديث عن “جهود ومساعٍ” لإدخال “المساعدات” في الوقت الذي يواصل فيه أعضاء في المجلس المذكور سرقة القمح والنفط من سورية في رابعة النهار؟

ففي الوقت الذي وافق فيه المجلس المذكور على تجديد العمل بآلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سورية، كان ما يسمى “تحالفاً دولياً” الذي تقوده واشنطن ينقل رتلاً مؤلفاً من أكثر من 20 شاحنة محملة بالقمح من محافظة الحسكة شمال شرق سورية إلى العراق.

هذه الحلقة الجديدة من السرقة الموصوفة تأتي بعد أربعة أيام من إخراج “التحالف” رتلاً مؤلفاً من 44 آلية عسكرية مع عدد من الشاحنات محملة بالقمح السوري المسروق.

وللعلم فإن تحالف واشنطن وإلى جانب استمراره بسرقة القمح السوري يواصل أيضاً سرقة النفط السوري إلى خارج الحدود انسجاماً مع مخططات ما يسمى عقوبات “قيصر”، عبر تكريس الضغط على سورية والمضي في عرقلة جهود الدولة السورية للتخفيف عن السوريين عبر تأمين هذه المواد الإستراتيجية.

مفارقة ليست جديدة، أو تحصل، وباتت شبه يومية في عالم اليوم، فاللص يتحدث عن الأمانة، والمجرم يحمل الضحية مسؤولية التنفس، والإرهابي يلبس لبوس الإنسانية، ولكي يكتمل المشهد، ثمة دول تعرف الحقائق كلها، لكنها تغض البصر وتمضي في النفاق.

سرقة موصوفة، وجريمة حرب، ارتكبت ولا تزال من دول دعمت الإرهاب ولا تزال، وتواصل في الوقت الحالي سرقة الثروات والخيرات السورية، والتلطي خلف معاناة السوريين والمتاجرة بها في المحافل الدولية.

علماً أن غالبية دول العالم باتت على قناعة تامة بأن سبب استمرار الأزمة في السورية، وتالياً المعاناة الإنسانية، هو تدخل هذه الأطراف الخارجية في الشأن السوري، علاوة على سياسات الحصار والتجويع والعقاب الجماعي..

لو كانت الأطراف الغربية التي تذرف الدموع على معاناة السوريين جادة وصادقة في حرصها على حياة السوريين لكفت عن سرقة خيراتهم ومحاولات العبث بأمور سيادية بحتة، بل لو كانت جادة لتركت السوريين وشأنهم في تدبير أمور بلدهم، وأول الخطوات للترجمة العملية لهذا الانسحاب من المناطق التي تحتلها، عندها فقط يمكن تصديق هذه الدول، أما مسرحيات البكاء والإنسانية المزعومة بينما أذرع وقوات هذه الدول تقوم بالسرقة والقتل، فهذا نفاق مكشوف يبعث على الاشمئزاز .

ولمزيد من التأكيد يمكن القول بكل ثقة واستناداً إلى مصادر محلية في الشمال السوري أن قوات الاحتلال الأمريكي ومنذ سنوات تسرق وتنهب خيرات السوريين من النفط والحبوب بشكل يومي بالتواطؤ مع ميليشيا “قسد”، فيما يمضي مرتزقة أردغان وأذرعه أيضاً بالسرقة والنهب والقتل والتتريك.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
سورية تشارك في اجتماعات الدورة الـ 28 للجمعية العمومية للمنظمة العربية للطيران المدني في الرباط المنجد يبحث مع فارغاس يوسا علاقات التعاون في العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك السفير علي أحمد: «لجنة التحقيق المعنية بسورية» منفصلة عن الواقع.. ومزاعم الحرص على حقوق الإنسان لا يمكن أن تتسق مع استمرار الاستغلال الفاضح لقضايا نبيلة لتهديد مصائر شعوب بأكملها قانون إعلام جديد يلبي طموحات الإعلاميين في سورية... وزير الإعلام يعلن من اللاذقية أفقاً رحباً للشراكات البناءة السفير آلا: تعزيز الدعم الدولي لبرامج التعافي المبكر وإعادة الإعمار في سورية لتأمين عودة النازحين الخامنئي يدعو إلى المشاركة الواسعة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية الصين تجدد مطالبة الولايات المتحدة بوقف نهب موارد سورية وإنهاء وجودها العسكري فيها «ناتو» والعناوين المستترة في قمته المقبلة.. ظل ترامب يُخيم.. غزة ولبنان يتقدمان.. وأوكرانيا حاضر غائب الصحة العالمية: تأثير سلبي يشمل فرص التعليم والعمل..العزلة الاجتماعية تزيد خطر الوفاة 32% "التجارة الداخلية" تشكّل  لجنة لإعادة دراسة تكاليف المواد والسلع الأساسية على أرض الواقع