أكد مقال نشره موقع “نيو إيسترن آوت لوك” أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في الولايات المتحدة غير مستقر وأن المجتمع الأمريكي يتحول إلى مجتمع مستقطب بشكل متزايد، حتى إن أعضاء النخبة العسكرية والسياسية الحالية في الولايات المتحدة يعترفون بذلك في خطاباتهم العامة.
وقال المقال: بالنظر إلى تدهور العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا في السنوات الأخيرة، يتضح تماماً أن الإدارة الأمريكية تسعى في الوقت الحاضر إلى مواجهة مع الاتحاد الروسي، سواء كان ذلك بسبب السياسة أو التجارة أو حتى مشروع “نورد ستريم 2″، ويبدو أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يحاول تحقيق هذا الهدف من خلال استخدام خطاب عدواني إلى حد ما ومثير للانقسام إيديولوجياً.
ولفت المقال، أنه استناداً إلى عدد من التقارير التي نشرتها وسائل الإعلام الأمريكية والغربية، بما فيها صحيفة “بزنس إنسايدر”، فإن الإدارة الأمريكية بدأت استعداداتها للتضييق على موسكو عبر دول البلطيق والبحر الأسود والمحيط المتجمد الشمالي والمناطق المتاخمة لروسيا من الشرق، ووفقاً لتلك الوسائل فإن شبه جزيرة القرم ستكون بيئة مثالية لعمليات الحرب البحرية الخاصة ضد موسكو.
وأشار المقال إلى أن الجيش الروسي عزز وجوده في القرم منذ ضمها إلى الاتحاد الروسي في عام 2014، محولاً إياها إلى حصن منيع يحرس الخاصرة الجنوبية لموسكو من البر والجو، ويجعل من غزوها تحدياً كبيراً.
وأكد المقال أن أولئك الذين يقفون وراء الخطط المذكورة أعلاه ويقرعون طبول الحرب قد نسوا كما يبدو إمكانية توجيه ضربة صاروخية مضادة ضخمة ضد الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، فضلاً عن الأضرار المحتملة التي يمكن أن تسببها الأسلحة الروسية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.
وأوضح المقال أن الاستعدادات لغزو مسلح لروسيا لم تعد طي الكتمان في الاتحاد الأوروبي، إذ خلال الاجتماع الذي عقد في الشهر الماضي لمجلس الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي وشارك فيه وزراء دفاع الاتحاد تم اتخاذ قرار بالموافقة على طلبات كندا والنرويج والولايات المتحدة للمشاركة في مبادرة (بيسكو) التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين أعضاء الاتحاد في مجال الدفاع وتحسين التنقل العسكري عبر أوروبا وداخلها.
وتابع المقال: هذه الدول الثلاث هي في طليعة الدول التي ستتم دعوتها للمشاركة في المبادرة، لكن مشروع “التنقل العسكري” ذاته لا يدور كثيراً حول الدفاع، لأن هذه المبادرة التي ستؤتي ثمارها ستمنح الغرب فرصة لنقل حوالي خمسين ألف فرد إلى دول البلطيق، مع العلم أن إحدى القضايا الملحة في الوقت الحاضر هي ضعف البنية التحتية في الاتحاد الأوروبي، وخاصة في أوروبا الشرقية، ومن هنا، فإن الخطة في المستقبل القريب تنطوي على تطوير هذه البنية بحيث تكون الطرق والجسور والسكك الحديدية وما إلى ذلك قادرة على التعامل مع كميات كبيرة من النقل العسكري الثقيل.
وأكد المقال أن ما ذكر أعلاه ليس إلا جزءاً من سياسة انتقامية تجاه روسيا اعتمدتها مؤخراً الولايات المتحدة وحلفاؤها في “ناتو”، وهو ما يتناقض بشكل مباشر مع تصريحات بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكين الذين سبق وأعربوا عن استعدادهم لبناء علاقة أكثر استقراراً ويمكن التنبؤ بها مع القيادة الروسية.