أعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم الاثنين، أن موسكو قد تعزز وسائلها الخاصة بالتجاوب مع التهديدات الناجمة عن خطط “ناتو” لإنشاء ترسانة من الصواريخ الأرضية متوسطة وقصيرة المدى.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا، في بيان: سنستمر في متابعة الخطوات العملية المتعلقة بإنشاء ترسانة من الصواريخ الأرضية متوسطة وقصيرة المدى من الأمريكيين وحلفائهم في أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، بما في ذلك الأخذ بعين الاعتبار نيات بريطانيا التي أعلنت عنها.
وتابع البيان: لا يعني ذلك إطلاقاً أننا نغلق الباب أمام الحوار ونحكم إغلاقه، لكننا لا نستبعد أن تجد روسيا نفسها مضطرة في الظروف الراهنة لتركيز جهودها على تنفيذ الإجراءات الخاصة بالتجاوب العسكري التقني على التهديدات الصاروخية الناشئة.
ولفتت زاخاروفا إلى تصريحات متكررة يصدرها ممثلو “البنتاغون” في الأسابيع الأخيرة حول ضرورة اتخاذ خطوات عملية للإسراع في نشر صواريخ أرضية متوسطة وقصيرة المدى في مختلف مناطق العالم، “فيما تم تحديد أن تكون مهمتها الرئيسة على أرض أوروبا هي إصابة وسائل الدفاع الجوي وما سمي بإحداث ثغرات في دفاعات العدو في ظروف نزاع (محتمل) مع روسيا”.
وذكرت المتحدثة أن العسكريين البريطانيين انضموا إلى صفوف مطلقي التصريحات والقائمين بالخطوات “المزعزعة للاستقرار والعدائية بشكل سافر”.
وأشارت زاخاروفا إلى أن القادة العسكريين الأمريكيين والبريطانيين “مهووسون” بمهمة تدمير وسائل محض دفاعية مكلفة بضمان أمن روسيا الاتحادية في حال تعرضها لعدوان عسكري.
كما لفتت إلى أن مزاعم العسكريين البريطانيين بأن مدى الصاروخ عالي الدقة (Precision Strike Missile) لا يتجاوز 499 كم ليست سوى “تضليل صارخ ومقصود”، مشيرة إلى أن تكثيف الجهود لتنفيذ مثل هذه البرامج العسكرية يضيق المجال أمام حل سياسي دبلوماسي لـ “مشكلة ما بعد معاهدة الصواريخ” الروسية الأمريكية (التي بادرت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى إنهاء العمل بها)، ومنع تصاعد التوتر في المجال الصاروخي.
وأكدت زاخاروفا أن موسكو لا تتسلم إشارات واضحة بهذا الخصوص من الإدارة الأمريكية الجديدة ولا من معظم حلفاء واشنطن في “ناتو”، بينما تبقى كل المبادرات الروسية الهادفة إلى إزالة الشواغل المتراكمة لدى الطرفين في المجال الصاروخي “بلا أي رد بناء”.