صحافة الأمر الواقع
الصحافة الرياضية والتغطية الإعلامية للنشاطات والفعاليات الرياضية وخاصة في ظل انتشار جائحة كورونا تعاني محدودية هامش الحركة والتنقل وصعوبة التواجد الميداني لرصد الأحداث والفعاليات الرياضية المهمة في حينها بسبب تشديد الإجراءات والتدابير التي تضعها الدول والمؤسسات الصحية للحد من انتشار هذا الوباء في مناطق إقامة الفعاليات الرياضية والإقلال من أخطاره ما أثر سلباً في نشاط وقدرة الصحفيين على متابعة عملهم بالشكل السليم الذي يفترض فيه أن يكونوا على تماس مباشر مع لاعبي ونجوم الرياضة، وكذلك مع الجمهور الرياضي والكوادر الإدارية والفنية، لذلك يسعى حالياً منظمو الفعاليات الرياضية مهما كان مستواها إلى تأمين الأجواء المناسبة والآمنة صحياً بالدرجة الأولى للوفود المشاركة من رياضيين وكوادر وطواقم، وأيضاً إيجاد البنية التقنية والعلمية لعمل الجسم الإعلامي من صحفيين ومصورين…، وكل ذلك تحت ضغط القلق والخوف من انتشار عدوى كورونا، ولعل ما قام به الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية مؤخراً من تنظيم ندوة مفتوحة بعنوان (لنتحدث عن أولمبياد طوكيو) عبر تقنية الاتصال المرئي «زوم» بمشاركة دولية واسعة من الإعلاميين و الرياضيين و أيضاً من خبراء رياضيين شاركوا سابقاً بالألعاب الأولمبية هو مثال يحتذى لتبادل و تداول الأفكار و المقترحات حول الطريقة المثلى و الأسلوب الأنجع الذي يمكن أن يطبق لتنفيذ إجراءات الوقاية و التباعد المكاني بالشكل الآمن و الفعال و لاسيما بعد إعادة تصميم الملاعب التي ستستضيف فعاليات أولمبياد طوكيو بما يتوافق مع متطلبات الوضع الصحي الآمن للجميع و تعديل جميع المناطق المخصصة للإعلاميين وفقاً لما تقتضيه تدابير التباعد المكاني مسافة مترين من الرياضيين و متر واحد عن بقية الكوادر.
نتمنى من القائمين على النشاطات الرياضية المحلية و من الجهات الصحية زيادة الاهتمام بإجراءات الوقاية من عدوى جائحة كورونا أثناء تنفيذ المباريات والبطولات الوطنية ونأمل أن يكون الالتزام الطوعي بهذه الإجراءات من قبل الجميع هو الثقافة السائدة لأنه السبيل الوحيد لتخطي هذه الأزمة بسلام وأمان.