الخطاب الحكومي .. !
بعد غدٍ يؤدي أعضاء مجلس الشعب القَسم ليدخل المجلس بدورة تشريعية. وقتها تصبح الحكومة حكومة لتسيير الأعمال ،ريثما تتشكل حكومة جديدة ..
مع تشكيل أي حكومة تتجدد الآمال لدى الكثيرين من جديد لعل في خططها وتوجهاتها حلولاً لواقع معيشي بات صعباً جداً ،فما حدث خلال السنوات القليلة الماضية و في هذه السنة تحديداً وخاصة على الصعد الاقتصادية والاجتماعية هدم جدار الثقة بين الحكومة والمواطن الذي دفع فاتورة باهظة الثمن ،جراء تخبط حكومي ببعض الأماكن وفشل لسياسات لم تكن على درجة كبيرة من تحقيق طموحات وآمال المواطنين ،فحصل ماحصل، وكل ذلك مترافق مع جملة تحديات ومفرزات كانت ثقيلة على كل الجهات .
كان الخطاب الرسمي في وادٍ وواقع معيشة العباد في وادٍ آخر، فحصلت تشوهات طالت الاقتصاد وتراجعت وتائر النمو لحدود دنيا ،وزادت تالياً مؤشرات الفقر والعوز والغلاء .. فكان لتداعيات فشل الإدارة ببعض المفاصل أثر حاد ،وانعكاس على الأمن الاجتماعي ، من خلال ارتفاع معدلات جيوب الفقر والبطالة . بمعنى أن السياسات الاقتصادية تحديداً وعمليات الإصلاح لم تصل لدرجة تقلب الموازين لمصلحة صوابية توجهات واستراتيجيات الجهات الرسمية ،بل على العكس تدهورت بعض المطارح ،وحصل انكماش حاد أدى إلى ظهور مستويات معيشية خانقة ،أوجدت حالة نفور أو عدم رضا عن الجهات الحكومية..!
الواقع اليوم ومن أجل استعادة الثقة لأي حكومة كانت يتطلب وضع خطاب حكومي واقعي أساسه كيفية إعادة الثقة ،وتطبيق البرنامج على أرض الواقع فعلاً ،وتوفير كل مستلزمات معيشة المواطن بالسرعة والسهولة ،بعيداً عن اي ترقيعات ،أو تصريحات غير مسؤولة من قبل بعض أجهزة الحكومة، وتعزيز الشفافية والنزاهة في خطط الحكومة قبل النظر في سلوك المواطنين وقناعاتهم ..!