أحلام أردوغان
ما الصورة التي يريد رئيس النظام التركي رجب أردوغان إيصالها للداخل والخارج في آن معاً عبر توجيه خطيب آيا صوفيا سابقاً والمسجد حالياً في أول خطبة جمعة بعد ٨٦ عاماً من تحويله إلى متحف، عندما صعد رئيس الشؤون الدينية التركي علي أرباش المنبر وهو يستل سيفاً عثمانياً عتيقاً من غمده يقال إنه تناقله كبار القادة العثمانيين في تلك الفترة؟
هل الهدف من هذه الصورة ترهيب المواطنين الأكراد المعتدلين الذين يرفضون تطرف و”إخونجية” المرشد الأعلى لـ”الإخوان” أردوغان؟ أم رسالة لكل من إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا بأن العثمانية الجديدة قادمة وهي امتداد للعثمانية الأم، حيث أذاق المؤسسون العثمانيون الويلات والقتل والتجويع قرابة ٥٠٠ عام لكل المناطق التي كان يحتلونها؟ أم الهدف غرس إساءة إضافية من إساءاته التي لا تعد ولا تحصى،ألا وهي أنه يريد أن يشي لكل من يشاهد هذه الصورة المدروسة المقصودة الموجهة بأن الإسلام قام وانتشر بحد السيف، وأنه سوف ينشر معتقدات حزبه (العدالة والتنمية) بحد السيف؟ أهذا ما يريد توريثه للأجيال التركية القادمة؟
لا شك أن إشهار أرباش سيفه من فوق منبر آيا صوفيا ونقله من اليد اليمنى إلى اليسرى ليكشف للقاصي والداني تعطش السلطان لدماء جديدة، بعد أن سفك الكثير من الدم السوري والعراقي واليوم الليبي وغداً البحث عن مذبحة جديدة بسبب تعطشه للغاز والنفط.. أليست صورة ما يسمى برئيس الشؤون الدينية أرباش هي نسخة طبق الأصل لصورة أبي بكر البغدادي زعيم “داعش” الذي صعد منبر جامع النوري الكبير بالموصل وهو يمتشق حزاماً ناسفاً؟ ..
أهذا ما يريد إيصاله أردوغان الذي نصب نفسه بالأمس “أميراً للمؤمنين” من هذه الصورة التي لم تأتِ صدفة ولا عفواً؟.. يريد أردوغان أن يقنع مريديه بأنه ”حامي” الإسلام والمسلمين وأن تحرير القدس يمر من آيا صوفيا!
وهذه صورة دونكيشوتية لم تعد تنطلي على عناصر حزبه ولا على مواطنيه ولا على أي عاقل في العالم ..
ومهما نمق صوره لإطالة عمره السياسي لن يستفيد، لأن أيامه باتت معدودة والحساب قادم.