(مجلس الشعب والدور الثقافي المنشود.. واقع وآفاق) كان عنوان الجلسة الثالثة والعشرين من لقاء (شآم والقلم) الشهري الثقافي.. عنوان أثار استغراب البعض وتساءل البعض الآخر عن ماهية علاقة مجلس الشعب بالثقافة وما الرابط بينهما؟.. في الحقيقة هناك علاقة بين مجلس الشعب والثقافة, لكنّها للأسف ليست كما يجب وليست كما يرجو المثقف السّوري الذي يكابد ويكابد، وليست على مستوى حاجة الطفل السوري- مستقبلنا الذي نحصنه ثقافياً وفكرياً ليكون غدنا الأجمل وغدنا الذي يعرف أصله وهويته وثقافته ويدافع عنها.
وخلال مشاركتها، تحدثت عضو مجلس الشعب الدكتورة نورا اريسيان عن حضور الثقافة في مجلس الشعب تاريخياً، تقول: كان الموضوع الثقافي في الماضي يثار في المجلس.. وأذكر على سبيل المثال أن عضو مجلس الشعب وداد الأزهري في عام 1961 طرحت في إحدى الجلسات موضوع الكتاب العربي، وفي عام 1983 قُدمت دراسة عن المراكز الثقافية واللجنة كانت آنذاك تسمى اللجنة المعنية بالشؤون الثقافية وكانت لجنة إرشاد وتوجيه، وفي عام 2019 أصبح اسمها لجنة التربية والتعليم والبحث العلمي أي إن الثقافة كلمة غائبة هنا، وصرنا نسمع وقع الثقافة في المجلس أولاً وأخيراً في لجنة التربية, حيث ناقشت اللجنة قانون نقابة الفنانين وأخذ هذا الموضوع أكثر من عشر جلسات, ومرسوماً يخص التعليم وموازنة وزارة الثقافة التي تبلغ 3 مليارات و405 ملايين ليرة.. وفي عام 2019 طالبنا برفع هذه الميزانية لمصلحة عدد معين من النشاطات التي يجب على الوزارة إقامتها وحماية المواقع الأثرية وترميم البنى التحتية لمكتبة الأسد ودعم مديريات الثقافة وتعزيز المسابقات الثقافية..
مواضيع عدّتها الدكتورة نسرين سلامة تخصص التخصص بينما نحن بحاجة إلى نشر الثقافة المجتمعية، تقول: لاحظت أن هناك تخصص التخصص، وهناك دوائر ضيقة جداً تتعلق بالجانب الثقافي لأنّ الثقافة أوسع بكثير.
وبالسؤال عمّا نريده من عضو مجلس الشعب في المجال الثقافي، تجيب سلامة: نريد منه أن يكون مثقفاً ويلامس همومنا على أرض الواقع ويساهم في نشر الثقافة المجتمعية، نحن الآن نخرج من حرب ونعيش تبعاتها الاقتصادية التي أخذت أبعاداً كثيرة وعميقة، لماذا لا تكون هناك جريدة أو نشرة تتبع للمجلس لنعرف ماذا يحصل داخله؟.. حتى إنه في السابق كان هناك بث مباشر اليوم ألغيّ هذا البث.
لم توفق سلامة في هذه الدورة في الترشح لعضوية مجلس الشعب، لكنها أعلنت عما يمكن أن تنجزه أو تعمل على تحقيقه في حال كانت عضواً في المجلس، تقول: أول عمل كنت سأقوم به هو توقيف المنظمات الدولية الخارجية التي أتت إلينا وصارت لديها بيانات كاملة عنّا وكنت فتحت المجال للجمعيات الأهلية للقيام بهذا العمل وكنت عملت على بناء البشر قبل الحجر لأنّ الثقافة هي الداعم الأساس لأي مجتمع. رأي لم يرق كثيراً للدكتور حسام شعيب، إذ يقول: مجلس الشعب مؤسسة دستورية وتشريعية ليس منوطاً بها صناعة الثّقافة، وعضو مجلس الشعب ليس بالضرورة أن يكون مثقفاً أو أكثر الناس إدراكاً.
بدوره، تحدّث الأديب أيمن الحسن عن أهمية التحصين الثقافي وحاجتنا إلى التربية الوطنية، مؤكداً أهمية وجود المثقف الوطني ومطالباً المجلس بالاعتناء أكثر بالثقافة. كما قال الإعلامي عماد نداف: أنا أنتقد المجلس منذ عام 1961، المجلس لم يسائل وزارة الثقافة بل زاد موازنتها وعدد المطبوعات ولم يسألها ماذا قدّمت، لذلك الحديث في الاستثمار الثقافي إشكالي، مضيفاً: المثقف منبوذ في مجتمعنا وهذا ما يجب على المجلس أن ينتبه إليه, فمن حق المثقف السوري أن يعيش بكرامة.
ت- صالح علوان