يكاد لا يخلو يوم إلا تطالعنا فيه الحكومة بتصريحات تحمل الكثير من الأهمية، ولاسيما المتعلقة بالمواطن وتحسين مستوى معيشته، سواء بلسانها، أو بلسان بعض المسؤولين ممن تخولهم مسؤوليتهم الحديث والتصريح، ونحن لا نشكك بهذا الاهتمام، ومحاولات الترجمة على أرض الواقع، ولا حتى بالوسائل المتبعة حالياً، والمقترحة لاحقاً، ونحن مقتنعون بكل التصريحات، لكن المشكلة ليست في ذلك، وإنما فيما يحصل على أرض الواقع والترجمة المطلوبة، والوصول الصحيح من هذا الاهتمام للمواطن ولو بأقله لأن الحاجة تفوق المطلوب، والإمكانات المادية أقل بكثير مما يلبي معيشة المواطن اليومية..!
الأمر الذي يفرغ هذا الاهتمام الكثير من مضمونه، ولاسيما في ظل حجم التداعيات السلبية الكبيرة التي فرضتها الأزمة، وما تبعها من عقوبات أشد منها، واستهدافها مكونات المعيشة الأساسية لإظهار الدولة وأجهزتها في حالة ضعف، وهذا يدركه (القاصي والداني)، ولا أحد يختلف مع الآخر عليه، والجميع متفهم ذلك.
لكن ما نختلف عليه في ترجمة هذا الاهتمام بصورة تسمح بوصول القليل منه إلى المواطن من دون سرقة، أو مفسدة فيه، ولاسيما موضوع الدعم الذي نتغنى به جميعاً ونطرب له، حتى هذا يعاني النقصان، الأمر الذي فرض حالة من التشاؤم لدى المواطنين، ولاسيما بعد سلسلة الارتفاعات السعرية للمواد الغذائية، والأهم أزمة المشتقات النفطية وانعكاسها على بقية المواد، وظهور أوسع للمستغلين بصورة أسرع من المتوقع، مستغلين انشغال الدولة وأجهزتها في حربها ضد الإرهاب واستغلال المواطن بأبشع الصور، ولاسيما لجهة سرقة المواد المدعومة والتفنن بوسائل السرقة والاحتراف فيها..!
وحتى ننهي هذه المسألة لابد من سيناريو اقتصادي متفق عليه، سبق أن احتل مساحات واسعة من النقاش في الأوساط الحكومية والشعبية، ويشكل ايجابية في ظل الظروف الراهنة، وهذا السيناريو يقوم على خيار (البدل النقدي) الذي يصرف مباشرة للمواطن كتعويض عن قيمة الدعم، باستثناء التعليم والصحة تبقى من اهتمام الحكومة، وبذلك ننهي نصف حالات الفساد في قضايا الدعم والبقية نتركها لقادمات الأيام، بعد تعافي الاقتصاد ومحاربة المعتدين عليه من حرامية التجار وبعض المؤتمنين عليه..!؟
Issa.samy68@gmail.com