في الشهر الفضيل تكثر التبرعات وتٌمد يد العون والمساعدة للمحتاجين والمعوزين, قد تكون من جانب أيادٍ بيضاء تنشد الإخاء والواجب الإنساني, فكثيرة هي الحالات لبعض المتسابقين في العمل الخيري كل حسب استطاعته ومقدرته, ومن جمعيات خيرية هدفها الوصول إلى شريحة محتاجة, فكم من معسر فرج الله عنه بفضله سبحانه وتعالى عبر تدخل أهل الخير وإسهامهم بتقديم ما يلزم لقضاء احتياجاته واحتياجات جارٍ حالته ليست بأحسن منه..
ليس الهدف التعريف بما يقدمه بعض الميسورين حيال أناس فقراء, أو ما تقدمه بعض الجمعيات من مساهمات تجاه المحتاجين, بل الأهم توسيع المظلة خلال هذه الأيام الفضيلة لتشمل أناساً آخرين ربما لا أحد يعلم بحالتهم الصعبة, و الاجتهاد أكثر في البحث عن أغنياء النفس الذين لا يسألون الناس وتحسبهم أغنياء من التعفف, وهنا لا عذر يبرر عدم السؤال والبحث الجدي عن أمثالهم..
قد تكون مثل هذه الشريحة المتعففة من الأهل والجيران والأصدقاء وعزة أنفسهم تأبى عليهم السؤال، إذ يفضلون الصبر وتحمل حالة الفقر ومعاناته على أن يمدوا أيديهم لغير الله سبحانه، وهنا من الأجمل والمستحب أن تقدم المساعدات وغيرها كهدية منعاً للإحراج أوخوفاً من رفضهم برغم الفاقة التي يعيشون فصولها.
بصراحة المطلوب من الجمعيات الخيرية والمتخصصة في هذا الشأن خلال الشهر الفضيل التحري بطرائق شفافة وموضوعية عن كل من هو محتاج ومتعفف شرط عدم خدش كرامته وعنفوانه, وصوناً لوضعه الاجتماعي والاقتصادي أيضاً, فهناك أسر لا تملك قوت عيالها اليومي من الخبز, فلا يوجد دخل تعيش منه يستر جانباً أو ركناً أساسياً من احتياجاتها, وعندما تتلقى يد العون والمساعدة من جانب جمعيات أتت لهذا المسعى بأسلوب وطريقة تتلاءم مع طبيعة فلسفتها ولا تخدش حياءها, يسود الإخاء والمودة, وما أكثر المحتاجين والمعوزين وهم موجودون بيننا وبكثرة , وهناك من لا يعرفهم ولا يعرف ظروف حياتهم الصعبة.
كلنا مطالبون, جهات رسمية ومشتركة وخاصة وجمعيات, بتوسيع مظلة البحث في كل المناطق والأحياء، ومع زيادة الأسعار والسباق المحموم لمضاعفة أسعار المواد الغذائية سيبقى التعجب سيد الموقف!! فكيف يواجه هؤلاء الفقراء ارتفاع الأسعار ؟؟!!