مبادرات مجتمعية لتخفيف عبئها.. هل ستبقى الدروس الخصوصية كابوساً؟
الحرية- مايا حرفوش:
توسعت مروحة الدروس الخصوصية لتشمل طيفاً واسعاً من الطلاب وفي جميع المراحل الدراسية، فقد تعودنا في العقود الماضية أن نتابع أخبار طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية، وبورصة الأسعار التي تختلف بين مادة دراسية وأخرى، وبين مدرس وآخر، وبين وقت وآخر، حيث كانت دروس الرياضيات والفيزياء تأتي في قمة الأسعار، ثم تأتي دروس اللغات الأجنبية والعربية والمواد الأخرى، أما الموسم الحقيقي وذروة الأسعار فإنها تتصاعد مع اقتراب موعد الامتحانات وتبلغ الأسعار ذروتها في الليلة التي تسبق امتحان المادة ويهجر النوم عيون المدرسين حتى الساعات الأولى من الصباح في غلة ختامية وختامها مسك كما يقولون.
والسؤال المطروح هنا: هل باتت الدروس الخصوصية الشر الذي لابد منه؟ وما الانعكاسات المادية والتربوية والعلمية والنفسية لهذه الظاهرة وكيف يمكن التخفيف من تبعاتها؟
السيدة سوسن – مدرسة- أوضحت خلال حديثها لصحيفة “الحرية” أن الكثير من ذوي الطلاب مضطرون لتسجيل أبنائهم سواء بالمعاهد أو لدى مدرسين خصوصيين، مهما بلغت التكاليف، ومرد ذلك الأمر هو أنه خلال فترة عهد النظام البائد شهد قطاع التربية بالمدارس الحكومية تسيباً تربوياً كبيراً، لدرجة أن هناك مدارس كانت تخلو من المعلمين ولاسيما للمناهج الهامة كالعلوم والرياضيات والفيزياء.
مضيفة: كما أن تدني أجور المعلمين دفع الكثير منهم لتركيز عملهم ضمن المعاهد الخاصة والدروس الخصوصية، على حساب إضعاف تركيز عملهم ضمن المدارس العامة الموظفين فيها.
بدوره أشار المواطن إبراهيم – أب لثلاثة أطفال- إلى أنه ومع انطلاق امتحانات الفصل الأول اضطر لتسجيل أحد أبنائه لدى مدرسين خاصين، لكونه يحتاج لتقوية وخاصة بالمناهج الصعبة كالرياضيات ومادة اللغة الإنكليزية.
وأمل إبراهيم من وزارة التربية بالحكومة الانتقالية في الفصل الدراسي الثاني إنهاء التسيب الكبير الذي أشاعه النظام البائد بالمدارس الحكومية وتأمين كوادر تدريسية مؤهلة وكفوءة، والانتهاء من مسألة تعيين المدرسين غير الأكفاء والذين يتعينون بالمدارس فقط من أجل الراتب.
ومع انطلاق امتحانات الفصل الدراسي الأول للعام الحالي، وتماشياً مع الأوضاع الاقتصادية الراهنة انتشرت مبادرات مجتمعية خلاقة أطلقها الكثير من المدرسين الخصوصيين وحتى ضمن المعاهد وفي معظم المحافظات، والتي ركز منظموها إما على إعلانهم عن استعدادهم لتدريس الطلاب دروساً بالمجان أو بتخفيض قيمة الدروس الى أكثر من النصف.
وفي هذا السياق أوضحت هيفاء أحمد – مدرسة لغة إنكليزية- أنها وتماشياً مع الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الكثير من ذوي الطلاب أخذت على عاتقها هي والكثير من زملائها إعطاء دروس تقوية بالمجان للطلبة، مشيرة إلى أن هناك أيضاً العديد من المدرسين خفضوا قيمة دروسهم إلى أقل من ٥ آلاف ليرة عن ساعة الدرس.