آخر أيام “البلدية”… موجة البرد تنذر باقتراب نهاية موسم البندورة المكشوفة وتوقعات بارتفاع الأسعار مع تراجع الإنتاج
درعا – عمار الصبح:
كشف عدد من مزارعي البندورة في محافظة درعا عن تراجع في إنتاج حقولهم المزروعة بالمحصول في عروته التكثيفية لهذا الموسم، وخصوصاً بعد موجة البرد المتواصلة والمبكرة في مثل هذا الوقت من العام، والتي كانت أشبه بجرس إنذار على اقتراب نهاية المحصول الذي يعد الأشهر والأكثر غلّة في المحافظة.
وأشار المزارع أحمد الجباوي إلى أن موسم العروة التكثيفية للبندورة المكشوفة تخطّى مرحلة الذروة، وسيبدأ الإنتاج بالتراجع تباعاً وصولاً إلى نهايته قريباً، مؤكداً أن موجة البرد الجافة التي سادت منذ مطلع الأسبوع، تعد إنذاراً على قرب انتهاء الموسم، وخصوصاً إذا تبعتها موجات أخرى، ما يدفع المزارعين إلى تعجيل قطاف ما تبقى من ثمار حتى ولو كانت غير ناضجة خشية من خسارتها نتيجة البرد، الأمر الذي من شأنه أن يقلل من الكميات الواردة من المادة إلى الأسواق.
وأعرب المزارع عن اعتقاده بأن تشهد أسعار البندورة مزيداً من التحسن في الأسعار مع قلة العرض مقابل الطلب، وهو ما بدا واضحاً خلال الأسبوع الجاري، حيث ارتفعت الأسعار وصولاً إلى ٥٠٠٠ ليرة مقابل ٣٠٠٠ قبل فترة وجيزة، ومع انحسار الإنتاج من المتوقع أن تشهد الأسعار ارتفاعات أكبر، على حد قوله.
وشهدت أغلبية مناطق المحافظة موجة برد مبكرة وجافة، أثارت مخاوف المزارعين من أن تؤدي إلى تضرر محاصيلهم المزروعة بالخضر الشتوية، وفيما لم يتم تبيان أضرار موجة البرد حتى الآن، فإن مختصين بالشأن الزراعي أشاروا إلى أنها (أي الموجة) لم تصل إلى الدرجة التي يمكن أن تؤدي إلى ضرر بالغ بالمحاصيل المزروعة، باستثناء البندورة التي يمكن أن يؤدي البرد وانخفاض درجات الحرارة إلى تضرر المجمع الخضري للمحصول وإصابة الثمار بلفحة الصقيع، ولكن على نحو محدود، حسب رأيهم، على اعتبار أن درجات الحرارة لم تصل إلى مستوى الصقيع والتجمد، فضلاً عن أن إنتاج العروة التكثيفية بات في نهايته تقريباً.
ووفقاً لتأكيد مدير الزراعة في درعا المهندس بسام الحشيش، فقد تجاوزت المساحات المزروعة بالبندورة التكثيفية لهذا الموسم ١٠٠٠ هكتار، مع تقديرات إنتاج تصل إلى أكثر من ٧٣ ألف طن، وهذه الكميات تضاف إلى ما تم إنتاجه في العروة الرئيسية، التي وصلت تقديراتها إلى أكثر من ٣٠٠ ألف طن، بمساحات إجمالية مزروعة لكلا العروتين بلغت حوالي ٣٠٠٠ هكتار.
وسجلت أسعار البندورة خلال العام الجاري حالة من عدم الاستقرار، إذ وصلت في بداية الموسم إلى مستوى قياسي مع تجاوز سعر الكيلو ١٠ آلاف ليرة، ليعود ويستقر عند عتبة الـ٥٠٠٠ ليرة، ثم تراجع مع بدء إنتاج العروة التكثيفية إلى أقل من ٢٠٠٠ ليرة، فيما تشهد الأسعار حالياً موجة جديدة من الارتفاع على وقع تراجع الكميات في الأسواق وبدء إنتاج البندورة في البيوت المحمية.