رغم كل المحاولات والتجارب لم يستطع المعنيون التخلص من «زهرة النيل»

حماة – محمد فرحة:

منذ مطلع التسعينيات حتى يومنا هذا، حاول المعنيون وجربوا التخلص من «زهرة النيل» الموجودة في أقنية الري والمسطحات المائية بشتى الوسائل، وفي كل محاولة كانت تأكيداتهم تسبق تجربتهم بأن هذه المرة ستكون ” الضربة القاضية ” للتخلص من هذه الزهرة المعنّدة، ليثبت لاحقاً أن كل المحاولات لم تنه وجودها، وهي التي تنمو وتجدد نفسها خلال أسابيع لمجرد أن بقي جذع بسيط منها مغموراً في المياه لتعود تلقائياً وتنمو بسرعة مذهلة، وهي الشرهة للمياه بشكل فظيع وكبير جداً، حيث كانت تمتص يومياً من بحيرة سد محردة ألف متر مكعب، وفقاً لحديث مدير محطة محردة الحرارية قبل سنوات.
اليوم، تحاول مديريتا الموارد المائية والزراعة بحماة من جديد التخلص من هذه الزهرة، لكن بطريقة جديدة وبآلية جديدة وفقاً لحديث مدير زراعة حماة المهندس أشرف باكير، رغم قناعتنا بأنها قد لا تختلف عن بقية المحاولات.
وفي تفاصيل الطريقة الجديدة، يوضح باكير لـ”تشرين” أنه تم استحضار آلية جديدة وخاصة لهذه الغاية من الصين، وهذه الآلية جاهزة، لكنها لم تتوافق مع الآليات الموجودة لدينا التي ستكون بمنزلة الطرف الثاني عند محاولة إزالة الزهرة، وبالتالي فهي تحتاج، أي معداتنا، إلى إعادة النظر بها أو استحضار الآليات المناسبة من بلد منشأ الآلية نفسه.
واستطرد مدير زراعة حماة بأنه سبق وتمت عدة محاولات ميكانيكياً وباستخدام الأعداء الحيوية التي كانت تقتات عليها، وكذلك عن طريق تجفيف مجاري أقنية الري كي تتعرض لليباس وتموت، لكن كل هذه المحاولات لم تؤتِ ثمارها، فكانت تعود بسرعة، وهي التي تمتص المياه بشكل شره وغير ملحوظ، ونحن بأمسّ الحاجة لهذه المياه، مشيراً إلى أماكن وجودها في مجال محافظة حماة، وتحديداً في أقنية الري ومجرى نهر العاصي، وفي مجال سطح بحيرة سد محردة لدرجة أنه كثيراً ما تعذر معها سحب المياه أثناء عملية التبريد للمحطة، وكذلك في مجال نهر السن.
وزاد مدير زراعة حماة بأن موعد وصول الآليات الجديدة التي تتم بالتعاون مع منظمة “الفاو” سيكون مطلع العام القادم، وتحديداً مع بداية فصل الربيع.
بالمختصر المفيد: قد تكون التجربة القادمة هي آخر ورقة لعب يمكن رميها وتجربتها، ومن خلال كل التجارب الماضية كان يدور الحديث نفسه، أي في هذه المحاولة سيكون خلاصنا من هذه الزهرة المعنّدة، لتأتي بعدها عدة أيام وتظهر من جديد .
بقي أن نشير إلى أن ما ألحقته زهرة النيل من أذية هو شرهها لامتصاص المياه نظراً لتوسع ورقتها النباتية، أما كيف جاءت إلى سورية وكيف سميت زهرة النيل، فتقول الحكاية إن شاباً سورياً كان يدرس في مصر، فشاهد الزهرة الجميلة وأحبها وأراد إحضارها إلى خطيبته في سورية، فهي زهرة جميله جداً، وعندما ذبلت ألقوا بها في مجرى النهر، ولكونها سريعة النمو عادت لها الحياة مجدداً، ومن يومها ومحاولات التخلص منها لم تثمر.
فهل تثمر هذه المرة عن طريق الآلة الجديدة التي تم استحضارها من الصين؟ مدير زراعة حماة يراهن على هذه المرة قائلاً: “هذه ولا كل مرة”.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار