بالتعاون مع منظمة الفاو و«wfp».. الزراعة تبدأ مشروعاً متكاملاً للتخلص من زهرة النيل وآثارها السلبية

تشرين- لمى سليمان:

زهرة النيل (Eichhornia crassipes) من النباتات المائية الغازية التي تشكّل تحديات كبيرة للنظم الإيكولوجية وسبل عيش الإنسان، حيث إن نموها السريع وانتشارها يؤديان إلى انسداد المجاري المائية وإعاقة الملاحة وتقليل جودة المياه وتعطيل النظم الإيكولوجية المائية.

وكحل للآثار التي تخلّفها زهرة النيل, بدأت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي بالتعاون مع منظمة الـ«FAO» و(WFP) بإعداد مشروع لإدارة الآفة، ويتم من خلال المشروع تدريب الفنيين على إدارة الآفة وتأمين حصّادة مائية لسهولة المكافحة الميكانيكية في سد محردة خلال هذا العام، على أن يتم تأمين حصّادة لمكافحة العشبة في المجاري المائية خلال العام المقبل.

وفي تصريح لـ”تشرين”، ذكر مدير إدارة الوقاية في وزارة الزراعة د. إياد محمد أن وزارة الزراعة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، أقامت دورة تدريبية تخصصية حول المكافحة المتكاملة لعشبة زهرة النيل في سورية، حضرها 24 متدرباً من مختلف المحافظات واستمرت الدورة 5 أيام، وناقشت محاورها موضوعات مختلفة حول المكافحة الحيوية، حيث سيتم تقديم مستلزمات البيت الزجاجي (طاقة شمسية وأدوات مخبرية) التي تسهم في إنتاج الأعداء الحيوية في الوقت المناسب لإطلاقها في سد محردة لأهميتها بخفض المجموع الخضري وتقليل المساحات المصابة.

مدير الوقاية: استقدام حصّادات مائية متخصصة بمكافحة العشبة

وتابع محمد: أما بالنسبة للمكافحة الميكانيكية التي تعد عنصراً أساسياً في إدارة الآفة, فقد أمّنت وزارة الزراعة حصّادة مائية تم استلامها حالياً وستباشر العمل في الوقت المناسب، كما ستقوم منظمة الفاو و(wfp) بتقديم حصّادة مائية ألمانية الصنع خلال هذا العام, وسيترافق ذلك مع إطلاق حملة تعاون ودعم وتوعية للمجتمع المحلي حول أخطار العشبة، ليكون شريكاً مساهماً بعمليات المكافحة، وذلك من خلال إقامة دورات تدريبية في مواقع انتشار العشبة، ويتضمن برنامج التعاون مع «الفاو» طرق التخلص الآمن من العشبة وإمكانية الاستفادة منها في إنتاج الغاز الحيوي الذي يؤمن الطاقة اللازمة حسب حاجة المزارعين, كما يتضمن التعاون مع المنظمة لوضع برنامج إنذار وتنبؤ من الآفات المائية الغازية على مستوى القطر.

ونوّه محمد إلى أن إدارة آفة زهرة النيل من خلال تطبيق برنامج إدارة متكامل، يتضمن الشقين الحيوي والميكانيكي، ويمكن أن يصل إلى تخفيض مستوى الآفة إلى أدنى حدّ ممكن، لكن من الصعوبة التخلص من الآفة بشكل نهائي.

كما نفذت وزارة الزراعة عملية استئصال للآفة في منطقة الغاب خلال عام 2010 ، علماً أن الآفة أعادت انتشارها خلال فترة الحرب بسبب فتح المياه من جسم السد والتي تحتوي على العشبة.

كما قامت مديرية وقاية النبات باستيراد «العدو الحيوي» من جمهورية مصر العربية، وهو نوع من أنواع السوس المتخصص في مكافحة العشبة، تم نشره في عام 2011 في جسم سد محردة، ما أدى إلى تخفيض المجموع الخضري، حيث كان طول النبات قبل النشر حوالي /1.5/ متر إلى أقل من /50/ سم، وذلك بعد الكشف عليه في عام 2015, كما أنشأت وزارة الزراعة مخبرين لإنتاج سوسة زهرة النيل، الأول في طرطوس عام 2015 والثاني في حماة في عام 2020.

وتنتشر زهرة النيل بشكل رئيسي في أنهار (الأبرش والعروس والكبير الجنوبي في طرطوس)، إضافة إلى سد محردة وسواقي الغاب في حماة، ومن أهم مخاطر هذا النبات والمشكلات البيئية التأثير السلبي في جودة المياه وتقليل محتواها من الأوكسجين، ما يؤدي إلى تشكيل بيئة غير صالحة للأنواع الأحيائية الأخرى النافعة، ويشجع نمو أحياء أخرى ضارة. كما أن هذا النبات يستهلك كميات كبيرة من المياه، إذ يقدر استهلاك النبات الواحد بنحو 600 مل- ليتر ماء/يومياً، كما يقوم بإعاقة الملاحة وجريان الأنهار من خلال تكوين مسطحات كثيفة من النباتات المتشابكة والمتراصة.

ويحجب هذا النبات وصول ضوء الشمس إلى الأحياء الأخرى التي تعيش في الماء، وخاصة الهائمات النباتية التي تشكل القاعدة الأساسية للنظام البيئي والغذائي الأساسي للهائمات الحيوانية والأسماك، ما يسبب خللاً في التوازن الدقيق للسلسلة الغذائية، كما أنه يعوق عمليات الري من خلال غلق ومنع جريان مياه الري في الجداول الضيقة وكذلك يقوم بغلق مضخات الري، إضافة إلى إحداث زيادة كبيرة في كميات المواد المتحللة الناتجة عن تلف أجزاء من النبات وسقوطه إلى قعر الماء لينتج عنه بعد ذلك تغير وإخلال في النظام البيئي.

وبإمكان زهرة النيل تغيير النظم البيئية للأراضي الرطبة والتسبب بفقدانها وتشكل تهديداً خطراً للأنشطة الاجتماعية والاقتصادية التي تعتمد على المسطحات المائية المفتوحة والبحرية العالية الجودة، بما في ذلك توليد الكهرباء المائية وصيد الأسماك.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار