المزارعون ينتظرون الانتهاء من أتمتة المازوت الزراعي.. فأي استعداد للموسم القادم؟
تشرين – محمد فرحة:
كثر الحديث عن الاستعدادات للموسم الزراعي القادم، فالمؤسسة العامة لإكثار البذار وزعت البذار المطلوب على المصارف الزراعية، ولا تزال، والمصارف الزراعية تنتظر المزارعين لتقديم ثبوتيات حيازتهم الزراعية كي يتم تزويدهم بالأسمدة، بيد أن وحدها عملية أتمتة المازوت الزراعي لم ينته المعنيون من الإجراءات المطلوبة لها، رغم بدء عمليات التحضير لفلاحة الأرض.
وهكذا أصبحت تأكيدات المعنيين أشبه بالدراما علانية بحثاً عن تحقيق التأثير المطلوب ولو بالانطباع، ولكنه بعيد عن الإقناع، رغم إصرار المزارعين على أنهم سيزرعون، فعشقهم للأرض هو الدافع دائماً، لكن أي تقصير في توفير المستلزمات قد يكون مربكاً، و المازوت الزراعي مثال..
فالحديث الذي يجري عن القطاع الزراعي والاستعدادات هو أشبه بكل استعدادات الأعوام المنصرمة، رغم أنها مثيرة للإعجاب لأول وهلة، لكن عند الخاتمة تكون قد اهتزت الصورة على نحو واضح..
مدير زراعة حماة المهندس أشرف باكير أوضح في معرض إجابته على سؤال “تشرين”: هل قمتم بتوزيع المازوت الزراعي؟ أنهم أنهوا جدولة الأسماء، وكل ما يتعلق بتفاصيلها كي لا يقع أي إشكال عند إرسال الرسائل النصية، لكن المعنيين عن ذلك، ونقصد هنا تكامل، لم ينتهوا بعد من إجراءاتهم.
وأشار إلى دور المعرفة والتقنية في الاقتصاد بتنامي دوره من خلال تسابق الأفكار المعاصرة للتنمية، مؤكداً أن كل عملية تأخير سيكون لها منعكسها السلبي.
وتطرق باكير إلى أن تأمين المازوت الزراعي عامل محفز ومهم للمزارعين، وخاصة بشكل مبكر، حيث يكون بين أيدي المزارعين عند حاجته.
وفيما يتعلق بزراعة الشعير والقمح البعليين، بين باكير أنها تأخرت هذا الموسم كثيراً بسبب انكماش الأمطار وتأخرها، فكانت الخشية من الذهاب لزراعة المحصولين قبل الهطولات المطرية.
كما تطرق مدير زراعة حماة إلى أن الأمطار التي هطلت في المناطق الشرقية من ريف حماة، ستسرع من الزراعات البعلية للشعير .
من ناحيته أوضح مدير المصرف الزراعي في السقيلبية بمنطقة الغاب أيمن أبو صفرا أن السماد موجود، وكذلك بذار القمح، لكن لم يتقدم بعد أحد من المزارعين لاستجرار هذه المواد على عكس السنة الماضية.
كما تطرق أبو صفرا إلى أن السبب قد يكون تأخير الهطولات المطرية، وبالتالي صعوبة حراثة الأرض.
إلى ذلك،، طالب عدد من المزارعين بضرورة الإسراع بتأمين المازوت الزراعي، متسائلين: كيف لنا أن نحرث الأرض؟، فالتكلفة كبيرة جداً اليوم، وأصحاب الجرارات دائماً ما يؤكدون أنهم يشترون المازوت بالسعر الحر.
الخلاصة: من كل ما تقدم نرى أنه يتطلب الإسراع في تنفيذ قواعد لعبة الأقتصاد الزراعي من خلال تعميق دور الأتمتة والمعرفة والاهتمام بالمبادرات العلمية والفكرية ذات الشأن، بهدف إعادة صياغة فهم التنمية الاقتصادية الزراعية في سباق الاستدامة.
فيجب أن يكون التركيز اليوم على القطاع الزراعي كما كان في الثمانينات والتسعينات، لأن في ذلك تعزيز وقوة أمننا الغذائي، ولعل وعسى تحصل معجزة ويأتينا ذلك الموسم الزراعي، ونتحدث هنا عن محصول القمح موسماً زاهراً على أهون سبب، وأن تتحول تصريحات المعنيين عن ذلك إلى أفعال.. نأمل ذلك.