المطاعم الشعبية تدخل ” عالم النجوم”.. قرص الفلافل في جبلة بـ500 ليرة.. والباعة يسعّرون على هواهم انتقاماً من ارتفاع مستلزمات “المصلحة”
تشرين- صفاء إسماعيل:
حتى المطاعم الشعبية لبيع الفلافل والفول والحمص، لم تعد كذلك، بعد أن بات أصحاب المحال يسعّرون على هواهم، ضاربين عرض الحائط بالنشرة التموينية، ومستندين إلى ارتفاع تكاليف المواد والتي أقصت تسعيرة التموين عن حساباتهم بحجة جاهزة وهي “ما بتوفّي معنا”.
بين محل لا يبعد عن الآخر سوى أمتار قليلة، في مدينة جبلة، الأسعار متفاوتة في ظل غياب لائحة الأسعار عن الكثير من المحال، ما يجعل التسعيرة كيفية، ففيما يبيع الأول 3 “أقراص فلافل” بـ1000 ليرة، يبيع الآخر “القرصين” بـ1000 ليرة، وبينما يبيع الأول كيلو الحمص والفول “المتبّل” بـ 21000 ليرة، يبيعه الآخر بـ24000 ليرة.
وبيّن مواطنون لـ”تشرين” أن سعر “قرص” الفلافل بات 500 ليرة، والأنكى من ذلك أن الطعم الغالب عليه هو الخبز اليابس، وأحياناً كثيرة يكون لونه بنياً غامقاً جداً لأنه تم قليه بالزيت أكثر من مرة، وخاصة أن لون زيت القلي بني داكن لكثرة استخدامه. ناهيك بأنه لا تتوفر شروط النظافة في المحال.
وأكد المواطنون تفاوت الأسعار بين المحال بشكل لافت، حيث يتراوح سعر سندويشة الفلافل بين 6000-9000 ليرة، وسندويشة البطاطا بين 9000-12000 ليرة.
إلى الحمص والفول، أشار مواطنون إلى أنه رغم ارتفاع الأسعار، و خاصة فيما يتعلق بشراء الفول والحمص جاهز أي مع “تتبيلة”، إلّا أن الطحينية الموضوعة بالتتبيلة مشبعة بالماء حتى لم يعد لها أي طعم، والمخللات تتراوح بين مالحة وطرية جداً لا طعم لها، ناهيك برائحتها العفنة.
ولفتوا إلى أنّ سعر صحن الفول والحمص “الجاهزين” وزن 300 غ مع مخلل بين 12000-15000 ليرة، فيما يباع الكيلو المسلوق بين 22000- 24000، مضيفين: لم يعد الفول والحمص طعام “الدراويش”، إذ بات سعرهما يقارب سعر مواد أي طبخة نباتية.
وتساءل المواطنون عن دور “التجارة الداخلية وحماية المستهلك” والبلدية من هذه المطاعم التي تغيب عنها شروط النظافة والتقيد بالأسعار التي تختلف من محل إلى آخر.
صاحب أحد مطاعم الفول والحمص في مدينة جبلة، أكد لـ”تشرين” أن البيع وفقاً لتسعيرة التموين لم يعد “يوفّي معهم” بسبب ارتفاع مستلزمات الإنتاج، وخاصة الغاز، مدللاً بأن تأمين أسطوانة الغاز بات عبئاً ثقيلاً، وثمنها وصل إلى 300 ألف ليرة. ناهيك بارتفاع أسعار الحمص والفول واللبن والطحينية والثوم وكل المستلزمات التي تدخل في مصلحتهم.
وأشار إلى أن تقيد أصحاب المطاعم الشعبية بالتسعيرة يجب أن يكون مرتبطاً بتقيد باعة الجملة والمفرق بتسعيرة مبيع الحمص والفول، وتأمين أسطوانات الغاز وغيرها من تكاليف تثقل على أصحاب المطاعم.
بعد التواصل مع رئيس دائرة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في مدينة جبلة بشار معلا، بخصوص الشكاوى بالجملة حول المطاعم الشعبية، بيّن لـ”تشرين” أنّ اللجنة الصحية المؤلفة من عناصر في مجلس مدينة جبلة، طبيب، ومراقبين اثنين من “التجارة الداخلية”، قامت بجولات مكثفة على أسواق المدينة، وقد نظمت اللجنة الصحية ضبطين لعدم وجود نظافة، كما نظم عناصر التجارة الداخلية وحماية المستهلك خمسة ضبوط عدم إعلان عن الأسعار.
وحول البيع بسعر زائد، أكد معلا أنّ ذلك يحتاج إلى شكوى خطية من المواطن الذي تعرض للغبن، ليصار إلى تنظيم الضبط اللازم، مشدداً على ضرورة تفعيل ثقافة الشكوى لدى المواطنين الذين يتجنبون تقديم الشكاوى.
ولفت معلا إلى أن دوريات “التجارة الداخلية” لا تزال تقوم بجولات يومية مكثفة على المطاعم الشعبية وغيرها من المحال لضبط الأسواق والتقيد بالأسعار، والتشديد على طلب تراخيص مزاولة المهنة.
تجدر الإشارة إلى أنه حسب نشرة مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك، حدد سعر قرص الفلافل بـ250 ليرة، سندويشة فلافل 4 أقراص 3000، و6 أقراص 4000 ، فيما حدد سعر كيلو الفول والحمص المسلوق بـ15000 والجاهز “المتبل” 19000 ، وصحن فول وحمص “متبلين بطحينية” مع مخللات وزن 300 غرام 10000 ليرة.