الانتخابات الأمريكية بين الفضائح والدماء
تشرين – راتب شاهين:
تجري الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 وسط مستنقعات من الفضائح وحالة العفن السياسي، وفي بحيرة من الدماء التي تنزف في الشرق الأوسط، فالحال التي وصلا إليها كل من المرشح عن الحزب الديمقراطي كامالا هاريس والمرشح عن الحزب الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب، تنذر بكوارث قد تطول الجميع، فلم يتم الاكتفاء بمحاولات التصفية الجسدية لأحد المرشحين، أو التراشق بالشتائم فيما بين المرشحين، بل طال الأمر الآخر الأمريكي- إي إن كل قسم من الأمريكيين أصبح مكانه بنظر المنتصر شيئاً آخر.
بتفسير لوصف الرئيس جو بايدن لأنصار ترامب باعتبارهم «قمامة»، وجب على الرئيس المقبل حكم نصف «قمامة» ونصف بشر، وخاصة تأكيد ترامب على هذا التفسير، بقوله للصحفيين: إن أنصاره «ليسوا قمامة، ويمكنني أن أخبركم من هم القمامة الحقيقية، لكن لن أقول ذلك. عدم قوله لا يعني أنه لا يرى بنفس العين، لكن الضرورات الانتخابية فرضت صمته المؤقت.
ومع الاستعدادات للانتخابات في ولاية كنتاكي، كشف عن حالة كيفية التزوير في الديمقراطية الأمريكية، حيث يحق للأمريكي اختيار مرشحه، ولكن الجهاز الإلكتروني أيضاً هو بالحرية نفسها التي يستطيع أن يختار ما يريده، حالة تم الكشف عنها، حيث انتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لسيدة تجرب الجهاز الإلكتروني الخاصة بالتصويت في كنتاكي وتحاول اختيار المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات، لكن الجهاز الإلكتروني يعيد توجيه الصوت تلقائياً إلى منافسته كامالا هاريس في كل مرة.
ورغم حديث الجهات المختصة عن تبديل الجهاز، إلا أن ذلك لا يكفي فالقضية أعمق من ذلك، القضية ليست بتغيير جهاز إلكتروني او إصلاحه بل إن أمريكا أمام معضلة الانشقاق الرأسي والأفقي العنصري، وحيث إن نظام الانتخابات الأمريكية له من الغرابة ماعليه، وحيث إن «للدولة العميقة» مرشحها، فإن الكارثة لم تحل بعد، مادام كل من الطرفين لن يتنازل للآخر بعد فرز الأصوات، وهذا ما تنبئنا به التصريحات المتضادة، بالألفاظ العجائبية.
تأييد الجرائم الإسرائيلية في المنطقة، يدخل في الحملات الرئاسية الأمريكية، فكل من المرشحين يرى بمجرم الحرب الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورقته الرابحة للوصول إلى المكتب البيضاوي، لذلك يعمل كل من هارس وترامب لاسترضائه – إن كان بالتصريحات أو بإمداده بما يحتاجه من أدوات للقتل، وطمأنته إلى وقوفهم إلى جانبه في كل جرائمه وتحملهم نتائج أفعاله البربرية، وإرسال القاذفات وحاملات الطائرات لطمأنته.
وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» قد ذكرت في بيان لها، أنه «تماشياً مع التزاماتنا بحماية المواطنين والقوات الأمريكية في الشرق الأوسط، والدفاع عن »إسرائيل»، أمر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بنشر مدمرات دفاع صاروخي باليستي إضافية، وسرب مقاتلات وطائرات ناقلة، وعدة قاذفات قنابل طويلة المدى من طراز «بي-52» تابعة للقوات الجوية الأمريكية في المنطقة».
هذا وقد أكدت القيادة المركزية الأمريكية «سنتاكوم»، وصول قاذفات «بي-52» الاستراتيجية إلى منطقة الشرق الأوسط.
كل ذلك لخدمة آلة القتل الصهيونية، والكيان الإسرائيلي يدرك أهميته في الانتخابات الأمريكية، وأهميته كقاعدة متقدمة للغرب في البر الآسيوي.
العالم ينتظر بملل أن تُخرج الانتخابات الأمريكية، ذلك المارد من الزجاجة العجيبة «النظام الانتخابي الأمريكي»، إلى البيت الأبيض، ليستدل الى الطريقة والألفاظ التي ستحكم العلاقات الدولية بعد 2024.