الجودة والأسعار مناسبة… إقامة معرض الصناعات اليدوية والتراثية في مدينة جبلة
تشرين – لوريس عمران:
تستضيف مدينة جبلة في محافظة اللاذقية معرضاً للصناعات اليدوية “منتجاتنا مستقبلنا” الذي تقيمه المحافظة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة UNDP ويضم المعرض مجموعة من المهن المتعددة: ( فخار- صدفيات- اكسسوارت- صور حفر على الخشب- صوف زيوت عطرية طبية – زخارف).
فرصة للبيع والعمل
وأكد المشارك في المعرض نزار حسن لـ”تشرين” أن مهنته في صناعة الفخار تعد من المهن التقليدية القديمة جداً، وهي جزء من تراث أبناء الريف، مبيناً أن قريته البراعم بريف جبلة تعتبر الأولى على مستوى الساحل بصناعة الفخار الخاصة بجميع الأواني المنزلية كالطناجر التي يطلق عليها مسمى (مقلي مع السانونة).
وبّين حسن أن عمله بدائي يدوي بحاجة لدعم على شكل قروض ليتسنى لهم شراء المواد التي هم بحاجة إليها مثل “العجانة” ومولدة الكهرباء و”الطبليات” للتنشيف.
وأشار حسن إلى أن منظمة UNDP منحتهم مبلغاً مادياً لشراء المواد الأولية ووفرت عليهم أجور النقل ذهاباً وإياباً لأنها تكفلت بنقل البضاعة من قريتهم إلى المدينة وبالعكس.
من جهتها، أشارت المشاركة وفاء عيد إلى أهمية هذا المعرض بالنسبة لها لأنها تمكنت أخيراً من عرض منتجاتها خارج القرية، مبينة أن منتجاتها عبارة عن جميع المستحضرات التي تستخلص من شجرة الغار ( زيوت عطرية- صابون- كحل عربي).
وحسب عيد، من ضمن المنتجات هناك زيوت مخصصة لمعالجة أمراض المفاصل وزيوت توضع داخل مبخرة مخصصة لتعقيم الجهاز التنفسي أثناء نزلات البرد في فصل الشتاء بالإضافة إلى زيوت تجميلية لتطويل الشعر وتعقيم فروة الرأس وإزالة التجاعيد من الوجه وشد البطن والأرداف.
سمر عبود القادمة من بلدة الدالية بريف جبلة، تؤكد أن المعرض فرصة لعرض منتجاتها المكونة من القش و”الكورشيه”، بالإضافة إلى الشالات والفساتين والجزادين التي تم صنعها من الصوف، مبينة أنه تم إخضاعهم إلى دورات مجانية في المركز الثقافي باللاذقية بالإضافة إلى إعفائهم من أجور نقل المواد من القرية إلى المدينة وبالعكس .
كما أشار محمد علي أن منتجاته عبارة عن “ستاندات” وصور واكسسوارات أخرى لافتآ إلى أن هذا المعرض يمكنه من عرض منتجاته وتسويقها بصورة أفضل من القرية والإقبال كان رائعاً على جميع منتجاته.
تنافس الأسواق بالجودة
بدورهم، أشار عدد من المواطنين إلى أهمية هذه المعارض بالنسبة لهم وخاصة فيما يتعلق بالفخار، حيث يعتبر صحياً وآمناً بالنسبة لغذائهم، مؤكدين أن منتجات القرية تعد من المنتجات الطبيعية كالصابون والزيوت الطبية.
وعن أسعار المنتجات المعروضة، لفت البعض إلى أن سعر المنتجات توازي الأسواق المحلية تقريباً، لكن منتجات المعرض تنافس من حيث الجودة.
تحسين الأوضاع المعيشية
من جهتها، أوضحت مديرة مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالمنطقة الساحلية سحر عيسى لـ”تشرين”، أن هدف برنامج الأمم المتحدة دعم المهن والأسواق والشباب والنساء كي يتمكنوا من تحسين أوضاعهم المعيشية، مشيرة إلى أن المشروع يستهدف مجموعة من المهن القائمة التي تلبي احتياجات الأسر.
وبينت أنه تم اختيار مجموعة من الشباب والسيدات لديهم مهن قائمة ومعثرة، حيث تم دعمهم بالتدريب بطريقة احترافية تمكنهم من الدخول بسوق العمل وتطوير قدراتهم بالإضافة إلى تأمين المواد الأولية لهم بهدف تسويق منتجاتهم.
دعم الحرف والمهن التراثية
من جانبه، أكد المهندس أحمد قناديل رئيس مجلس مدينة جبلة أن البلدية قدمت الموقع والسوق والأكشاك المخصصة لعرض منتجات المشاركين والبالغ عددها ١١ كشكاً بالإضافة إلى تأمين المستلزمات من المياه والكهرباء والحراسة الأمنية.
وأشار قناديل إلى التعاون الدائم والمثمر بين مجلس المدينة ومنظمة UNDP ، مشدداً على أهمية التعاون مع جميع المنظمات الدولية من أجل دعم الحرف والمهن التراثية التي نحن بحاجة إلى إعادة إحيائها وجميع الأكشاك مجانية مستثناة من الرسوم.
الجدير بالذكر أن مدة المعرض ٣ أيام وقابل للتمديد إلى أسبوع آخر .