«الدولة العميقة» لترامب: ارحل أو تُرحّل

تقرير- راتب شاهين:

تتعدد دوافع «الدولة العميقة» في الولايات المتحدة الأميركية لإنهاء الحالة الشعبوية ‌‏و«الوطنية» للرئيس السابق دونالد ترامب، حيث يتبنى موقفاً معادياً للتجارة والعولمة ‌‏التي تجعل من بلاده سوقاً لسلع دول أخرى.‏
الأخبار من خلف البحار تشير إلى ثلاث محاولات لاغتيال ترامب الرئيس الأميركي ‏السابق ‏والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية، وهذا تأكيد على رفض ‌‏«الدولة ‏العميقة» لمنحه حتى فرصة للمشاركة في انتخابات رئاسية دستورية. ‏
لا يخلو يوم انتخابي من تصريح لترامب، يستفز من خلاله «الدولة العميقة»، بالتعبير ‌‏عن قدرته على إنهاء الحروب والتفاهم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول ‏أوكرانيا ‏ومع رئيس كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون، فخلال خطاب ألقاه في بنسلفانيا ‏تعهد ‏ترامب بحل الصراع في أوكرانيا، بقوله: «سأقوم بحل هذه القضية (الصراع في ‌‏أوكرانيا) من خلال المفاوضات»‌‌‏.‏
‏ ‏الساحة الأوكرانية تجلب مليارات الدولارات لمصانع السلاح الأميركية والساحة التي ‌‏أدت إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز والسلع الزراعية في العالم، حيث إن شركات «الدولة ‌‏العميقة» تقوم بدور المنتج أو الوكيل لتجارة تلك السلع أو تريد وضع اليد عليها ‏وخاصة ‏المتجهة إلى أوروبا، وأن الصراع في شرق آسيا يبقي الدول التابعة لأميركا ‏سوقاً مستداماً ‏للأسلحة الأميركية، وحلّ مثل هذه القضايا خسارة كبيرة لشركات ‏السلاح وغيرها.‏
وتضم «الدولة العميقة» إضافة إلى مسوؤلين عسكريين وسياسيين، اللوبيات المتعددة ‌‏الاختصاصات، مثل لوبيات النفط واللوبيات الإعلامية والسياسية ولوبيات شركات ‌‏مصانع السلاح، التي تزداد أرباحها بقدر تسعير نار الحرب هنا أو هناك، وجماعات ‌‏الضغط هذه هي التي ترسم السياسات الفعلية للولايات المتحدة الأميركية، خاصة ‌‏الخارجية، بينما الرئيس الأميركي هو شخص يقبع على رأس إدارة تنفذ تلك ‏السياسات، ‏بمعزل عن طريقة انتخابه الإشكالية.‏
ليست حالة ترامب حالة عابرة في أميركا، بل هي حالة لها قاعدة شعبية كبيرة، ولولا ذلك ‏لما ‏تخوف منه أصحاب المصالح الكبرى والعابرة للحدود، لكن يبدو من مجريات ‏الأمور أن ‌‏«الدولة العميقة» أقوى من أي سلطة في الولايات المتحدة الأميركية، فإلى ‏الآن لم تتهم ‏أطراف معينة بالتخطيط لقتل ترامب، إنما تنتهي التهم عند حدود فعل ‏فردي فقط.‏
رسائل القتل التي ترسل إلى ترامب كبيرة، وهي دليل عن عجز «الدولة العميقة» عن مجابهته ‌‌‏«ديمقراطياً» من خلال الانتخابات، وأيضاً تأكيد على رفض أي وجود له في السلطة، ‏إي ‏إنها لا تريده مهما كان الثمن ولو بقتله.‏
الفرصة أمام ترامب لاختيار الحياة على الرئاسة متاحة إلى يوم الثلاثاء 5 تشرين ‏الثاني ‌‏2024 موعد الانتخابات، أو يمنح فرصة أخيرة بقبول الخسارة بغضّ النظر ‏عن نتائج ‏الانتخابات.‏

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار