أرض الكنانة موطنه.. اكتشاف أقدم عطر في العالم

تشرين:

يعتبر العطر جزءاً أساسياً من الثقافة البشرية منذ آلاف السنين، ومن أقدم المنتجات التجميلية التي استخدمها الإنسان، ‏حيث تمتد جذوره إلى الحضارات القديمة مثل مصر وروما وبلاد الرافدين، وعبر العصور، تميزت الحضارات ‏المختلفة باستخدام العطور في الطقوس الدينية، المناسبات الاجتماعية، وحتى في العلاجات الطبية. ولكن هل تساءلت ‏يوماً عن أول عطر صنعه الإنسان؟
ويؤكد علماء الآثار أن العطر عرف في الحضارات القديمة مثل المصريين، السومريين، واليونانيين استخدام العطور. ‏وقد اكتشفت في الآثار القديمة زجاجات تحتوي على بقايا مواد عطرية، ما يعكس أهمية العطور في تلك الفترات.‏
وتعود أقدم أدلة على صناعة العطور إلى مصر القديمة، حيث كان المصريون يستخدمون العطور في طقوسهم الدينية ‏وحياتهم اليومية، وتشير الاكتشافات الأثرية إلى أن العطور كانت تصنع من خلاصات النباتات والأعشاب والزهور.‏
‏ وكانت أهم مكونات العطور المصرية القديمة: زيت الأرز- مر البخو- القرفة- زهور النيل والزنبق.
وقال علماء الآثار: تم اكتشاف أقدم زجاجة عطر معروفة في مقبرة في مدينة «باست»، إحدى المدن المصرية القديمة. ‏وقد أظهرت التحليلات الكيميائية أن العطر كان مكوناً من مزيج من نباتات وزهور محلية مثل الزعتر والياسمين، ‏بالإضافة إلى بعض الراتنجات العطرية، وتعود زجاجة العطر إلى حوالي 3000 سنة قبل الميلاد، ما يجعلها أقدم ‏عطر معروف حتى الآن. ‏
وقد استخدمت العطور في الحضارات القديمة خاصة في مصر القديمة كوسيلة للتطهير وللتقرب من الآلهة، إذ كانت ‏تُحرق أنواع خاصة من العود خلال الطقوس الدينية. كما إن الفراعنة كانوا يستخدمون العطور في حياتهم اليومية ‏كقيمة جمالية وطبية.‏
استمرار تأثير العطور القديمة على العصر الحديث.. ما زال تأثير العطور القديمة واضحاً حتى يومنا هذا. فالكثير من ‏المكونات العطرية الطبيعية ما زالت تُستخدم في تركيب العطور الحديثة. ورغم التطور التكنولوجي وصنع عطور ‏تختلف في تركيبها، إلا أن الأساسيات التي وضعتها الحضارات القديمة ما زالت تشكل جزءاً كبيراً من فن صناعة ‏العطور.‏
في الختام، يمكن القول إن تاريخ العطور مملوء بالأسرار والاكتشافات المثيرة. ومن خلال دراسة زجاجات العطور ‏القديمة، نستطيع فهم أعمق لكيفية تطور هذا الفن الرائع وانتقاله من العصور القديمة إلى عصرنا الحديث.‏
يشار إلى أن الحضارة الرومانية تأثرت بشدة بالحضارة المصرية في مجال صناعة العطور. وقد استورد الرومان ‏العديد من المكونات والطرق لصناعة العطور من مصر واليونان، كانت العطور مكلفة للغاية وكانت تُستخدم بشكل ‏رئيسي من قِبل الطبقات العليا في المجتمع.‏
وبعد سقوط الإمبراطورية الرومانية، انتقل فن صناعة العطور من روما إلى بقية أوروبا، حيث تطورت إلى شكلها ‏الحديث. كانت القرون الوسطى فترة مهمة في تاريخ العطور حيث بدأت تنتشر بشكل أوسع في المجتمع الأوروبي.‏
أخيراً، يعتبر المجريون أول من أدخل العطور كمنتج حديث يمكن وضعه، وكان يصنع من مزج زيوت معطرة في ‏محلول كحولي، وقد صنع أول عطر للاستخدام الشخصي حصرياً لملكة المجر إليزابيث و أصبح معروفاً في جميع ‏أنحاء أوروبا باسم هنغاريا ووتر.‏

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار