أهالي ديرالزور : حرب تشرين التحريرية بوصلة المواجهة مع العدو حتى التحرير
تشرين- عثمان الخلف:
لا يُمكن لمن عاش أحداث حرب تشرين التحريرية إلا ويستذكر مشاعر الأنفة والكرامة التي رافقت السوريين آنذاك، وطبعتهم بمواقف راسخة في رفض الاحتلال أيّاً تكن هويته.
وفي حديث لـ«تشرين» أكدت الأستاذة في التاريخ الحديث الدكتورة طليعة الصّياح أن أداء الجيش العربي السوري في حرب تشرين التحريرية عام 1973 كان علامة فارقة في المواجهات بعبوره خط «آلون» في الجولان المحتل، ناهيك بكفاءة سلاح الجو وطياريه، وما شكلته منظومة الدفاع الجوي من قلقٍ للمنظومة العسكرية في كيان الاحتلال.
بدوره أشار عضو قيادة فرع حزب البعث العربي الاشتراكي عمر الخلف إلى مدى صوابية الموقف السوري من الكيان الغاصب الذي لا يمكن الركون معه لمعاهدات واتفاقيات تحت أي مسمى كان، فحرب تشرين كشفت هزال هذا الكيان دون داعميه المتمثلين بأمريكا ودول الاستعمار الأوروبية التي فتحت له جسراً جوياً بأنواع الأسلحة الفتاكة وبسياسات الضغط على بعض النظم العربية العميلة ووعود بائسة، لافتاً إلى أن الخيار السوري المُستند لقول السيد الرئيس بشار الأسد بأن ثمن المقاومة أهون من الاستسلام والخنوع، فبقيت سورية حكومة وشعباً على هذا النهج الذي منع مشاريع كبرى قادتها وتقودها أمريكا لابتلاع المنطقة واستعباد شعوبها ونهب مقدراتها، وصولاً لمشروعها الراهن الذي امتطى حصان الثورات الملونة كما في سورية التي واجهت وتواجه منذ بدايات العام 2011 حرباً عالمية كاملة المواصفات في محاولة لـ«إركاعها» والتخلي عن دورها المقاوم، فالأدوات التي نواجهها اليوم من تنظيمات مسلحة ارتدت زياً وطنياً زائفاً أو تلك التي ارتدت ثوب الدين ليست سوى وجه آخر في مواجهة العدو الصهيوني وداعميه ممن وجدوا سورية العقبة أمام تمدد مشروع الهيمنة الإمبريالي.
الأديب والكاتب زبير سلطان الذي شهد حرب تشرين في شبابه مُقاتلاً في القطاع الشمالي – سورية، أشار إلى بضع نقاط تُجمل تلك الحرب التي كانت حقاً أسطورية، فقرار الحرب الذي اتخذه القائد المؤسس كان جوهرياً في الأداء، فهي الحرب التي جاءت بقرار عربي لأول مرة وسط إجماعٍ عربي ظهرت مفاعيله في وحدة لا نظير لها من إحساس الوحدة والمصير المشترك، وهي أيضاً كشفت عما يُمكن للعرب أن يحققوه حال توافر قيادة حكيمة وشجاعة تُدير المواجهة وأثبتت قدرات عالية للأمة تحت هذا العنوان، وهي كذلك عرت زيف قوة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر و البروباغندا التي أُحيطت به.
وبيّن سلطان أن مشاعر الجيل الذي عاش الحرب لا يُمكن أن تُنسى بإحساس العزّة والأنفة بعدما جرى من تداعيات هزت النفس العربية إثر نكسة الخامس من حزيران 1967 وما أحدثته من شعور بالضعف، مؤكداً أن الخيار السوري لن يتزحزح مهما علت التضحيات والضغوط لفك ارتباطها بالمقاومة كنهج وطريق سارت عليه لعقود ولاتزال، في الوقت الذي سقطت فيه دول عربية في متاهة السلام الموهوم.