رئاسيات أميركا.. ترامب يستثمر في محاولة الاغتيال لمحاصرة بايدن وهاريس «بجرم ‏التحريض» والإعلام يركز على «الدافع الأوكراني» للمشتبه به

تشرين:‏

لم ينجلِ نهار أمس الإثنين، والذي شهد محاولة ثانية فاشلة، لاغتيال المرشح الأميركي ‏الجمهوري، والرئيس السابق، دونالد ترامب.. من دون توسيع دائرة الاتهامات ضد الرئيس جو ‏بايدن ونائبته كامالا هاريس «منافسة ترامب» بفعل خطاب التحريض الذي يعتمدانه في ‏السباق الرئاسي ضد ترامب.‏
رغم أنه يوم أمس وعقب محاولة الاغتيال، كان لافتاً عدم تبادل الاتهامات والردود، واستثمار ‏هذه المحاولة الثانية في السباق الرئاسي، لكن هذا الأمر كما يبدو لا مفر منه، حيث لا مكان ‏للتهدئة عندما يتعلق الأمر بالصراعات السياسية، والسباق إلى زعامة البلاد.‏

ولأن الاستثمار هنا سيكون حُكماً لمصلحة الحزب الجمهوري، فإن مرشحه ترامب لم يفوت ‏الفرصة، وشن حملة اتهامات ضد الحزب الديمقراطي، ومرشحته هاريس، والرئيس بايدن، ‏محملاً كليهما مسؤولية ما تعرض له، ناسباً ذلك إلى لغة التحريض التي يعتمدانها.‏

وقال ترامب عبر شبكة «فوكس نيوز»: إنّ المشتبه به كان يؤمن بخطاب بايدن وهاريس ‏وتحرّك بناء على ذلك، مضيفاً أن «خطابهما يؤدي إلى تعرضي لإطلاق نار».‏

اتهامات ترامب تأتي مع إعلان البيت الأبيض أن بايدن أجرى مكالمة مع ترامب أعرب له ‏فيها عن ارتياحه لكونه آمناً. وقالت نائب السكرتير الصحفي الأول للبيت الأبيض، إميلي ‏سيمونز، بأن الرئيس بايدن تحدث مع ترامب بعد محاولة الاغتيال التي استهدفته وعبر له عن ‏ارتياحه لأنه بأمان.

وأضافت سيمونز عبر منصة «اكس» أن بايدن وترامب أجريا محادثة ودية، حيث شكر ‏ترامب بايدن على اتصاله.‏

لكن هذا الاتصال- كما يبدو – لم يحسن مزاج الجمهوريين ومرشحهم ترامب، ومن المتوقع ‏أن يوسعوا حملتهم ضد بايدن وهاريس في الأيام المقبلة، فيما يرى فريق واسع من المراقبين ‏أن السباق الرئاسي ما زال مرشحاً لمزيد من المفاجآت.‏

وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي «أف بي آي» أعلن الأحد أن إطلاق النار بالقرب ‏من ملعب الغولف الخاص بدونالد ترامب «يبدو أنه محاولة اغتيال» للمرشح الجمهوري ‏لرئاسة الولايات المتحدة.‏
وتمت تسمية المشتبه به، الذي قُبض عليه لاحقاً، من قبل وسائل الإعلام الأمريكية على أنه ‏ريان روث، البالغ من العمر ثمانية وخمسين عاماً، مشيرة إلى أن ملفه الشخصي على وسائل ‏التواصل الاجتماعي يؤكد أنه كان متورطاً في اتصالات مع النظام الأوكراني وفي محاولة ‏إدخال مقاتلين أجانب إلى أوكرانيا في الحرب ضد روسيا.‏

وكان روث نفسه، قال في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية العام الماضي ‌‏2023 أنه سافر إلى أوكرانيا فور بدء روسيا عملية الخاصة في شباط 2022 للعثور على ‏مجندين عسكريين بين الجنود الأفغان الذي فروا مع سيطرة حركة طالبان على البلاد عقب ‏الانسحاب الأميركي.‏
وفي تموز الماضي كتب على «فيسبوك»: أيها الجنود، من فضلكم لا تتصلوا بي. ما زلنا ‏نحاول إقناع أوكرانيا بقبول جنود أفغان ونأمل في الحصول على بعض الإجابات في الأشهر ‏المقبلة… من فضلكم تحلوا بالصبر.‏

تشير التقارير الأولية إلى أنّ روث لديه سجل إجرامي، و وفقاً لمصادر «سي بي إس» فقد اتُهم ‏وأُدين بارتكاب العديد من الجرائم الجنائية – بما في ذلك حمل سلاح مخفي.‏

وفي حديثه لوسائل الإعلام الأمريكية، وصف أوران- نجل روث- والده بأنه «أب محب ‏وحنون».‏
وفي الإطار، نقلت وسائل إعلام أميركية عن صديق سابق للمشتبه به، يدعى ريموس سيرنيا، ‏يعمل صحفياً لصالح مجلة غربية في رومانيا، أن روث بعث إليه برسالة يطلب فيها المساعدة ‏للحصول على تأشيرات للمتطوعين الذين يريدون القتال في أوكرانيا.‏

وأكد سيرنيا أنه انفصل عن روث على خلفية هذه الرسالة. ‏
وأوضح سيرنيا أنه «في 14 آب 2023 حاول روث إحضار بعض الأشخاص من آسيا إلى ‏أوكرانيا، لكنهم كانوا بحاجة إلى تأشيرة دخول، والتأشيرة ليست بهذه السهولة، بالطبع كان ‏الأمر خارج نطاق صلاحياتي، لم أستطع مساعدته بأي شكل من الأشكال، عدا عن كونه أمراً ‏يتعارض وأخلاقيات العمل الصحفي».‏

وتابع: ربما كان روث يعتقد أن ترامب ليس صديقاً لأوكرانيا، وأنه في حال فوزه فإن الدعم ‏لأوكرانيا سيتوقف.‏

وأكد سيرنيا أن روث أراد القتال في أوكرانيا لكن «لم تتح له فرصة» بسبب افتقاره إلى ‏الخبرة العسكرية، مضيفاً أن «روث في بعض الأحيان يشبه الطفل إلى حدٍّ ما، دعنا نقُل أنه ‏عاطفي للغاية».‏
وكانت مواقع إعلامية، تداولت لقطات لمقابلة أجراها روث في عام 2022 مع وسائل إعلام ‏رومانية، تحدث حينها عن آرائه المؤيدة لأوكرانيا في صراعها ضد روسيا، وجهوده لتجنيد ‏مقاتلين أجانب للقتال إلى جانب كييف.‏

وكانت روسيا علقت أمس على المحاولة الثانية لاغتيال ترامب، مشيرة إلى أن الصراع ‏السياسي في واشنطن «متوتر». وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري ‏بيسكوف: من الصعب أن نقول هنا، هذا ليس من شأننا حقاً، لكننا بالطبع نراقب عن كثب ‏المعلومات التي تأتي من الولايات المتحدة، ونرى مدى توتر الوضع هناك، بما في ذلك بين ‏المتنافسين السياسيين، والصراع السياسي متوتر.‏
وحول سؤال الصحفيين عن مدى تأثير محاولة اغتيال ترامب على الانتخابات الرئاسية في ‏الولايات المتحدة، أجاب بيسكوف: نحن نراقب هذا عن كثب، لكننا لم نتدخل في هذا الأمر بأي ‏شكل من الأشكال ولا نتدخل الآن.‏

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار