من أساسيات المؤونة لفصل الشتاء.. “تين الهبول” حلوى تراثية شعبية ومورد رزق للكثير من العائلات في القرى الجبلية

تشرين – وداد محفوض:

تشتهر بعض قرى منطقة مصياف في ريف حماة الغربي (دير ماما، بقراقة ، طير، جملة ، عنبورة وبللين) بصناعة “تين الهبول” الأكلة الشعبية التراثية المحببة والغنية بفوائدها، والتي تعد من أساسيات المؤونة لفصل الشتاء .

“تشرين” زارت قرية دير ماما و رصدت تفاصيل صناعة “تين الهبول“..
الخالة أم عارف امرأة سبعينية مكافحة تقوم منذ أكثر من 50 عاماً في مثل هذه الأيام بجمع التين المجفف الذي قطفته خلال شهري تموز وآب وجففته على سطح منزلها تحضيراً لعملية “التهبيل” لصناعة “تين الهبول” لمؤونة الشتاء.
وعن طريقة تحضير (الهبول): البداية فتح قشور التين المجفف بحيث يكون نظيفاً جاهزاً لوضعه بالغربال ومن ثم تغطيه بأكياس نايلونية خاصة ثم يلف بقطعة قماش قطنية لحبس البخار، يوضع الغربال على الإناء الذي يحوي مياه مغلية على موقد الحطب. وتلف أطراف الغربال بالقماش على الإناء لمنع تسرب البخار، وبعد حوالي ثلاثة أرباع الساعة تنتشر رائحة التين المطبوخ حتى يصبح طرياً، ويكون جاهزاً لعملية الطحن، وأشارت إلى أنها تكون قد حضرت الصواني لصف الهبول بعد تشكيله ساخناً بعد الطحن ووضعه على “الفريفيرة” وهي طحين البرغل الناعم أو جوز الهند أو السمسم أو السكر الناعم حسب الرغبة، وأحياناً يتم حشوه بالجوز ويقدم كوجبة مع الطحينية، يغمس بها قبل تناوله، ما يعطيه نكهة خاصة ومذاقاً لذيذاً، موضحة أهمية تعريض قطع الهبول للشمس والهواء حتى يجف تماماً ويعبأ بأكياس ويحفظ في أماكن جافة وباردة.
ونوهت بأن حلوى تين الهبول تقدم كضيافة للزوار والضيوف، وسعرها مقبول قياساً بأسعار الحلوى المصنعة، فسعر الكيلو الغرام الواحد من التين الهبول حالياً يباع ما بين 50 و80 ألف ليرة حسب الجودة والحشوة.
ولفت العم أبو أحمد (90 عاماً) إلى أن القرية تعد من أشهر المناطق المنتجة والمصنعة للتين المجفف والهبول وصناعته قديمة يتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد.

وبين أن لتين الهبول عدة أصناف كالأحمر والسماقي والفريزي والمرملي والشبلاوي والشتوي وتحضيره يجري عادة في مثل هذه الفترة من السنة مع نهاية فصل الصيف. وتذكر أيام الماضي كيف كان يجتمع رجال ونساء القرية وسط أجواء من الفرح والحماسة وتبادل الأحاديث وسماع الأغاني التراثية أثناء قيام النساء بغلي التين “تهبيل” التين على الحطب بمساعدة الرجال، أما الآن كل أسرة تصنع الهبول لوحدها في منزلها, وموضحاً أن هذه الصناعة المحلية تعد من المشاريع المدرة للدخل لأصحابها والعاملين فيها.

بدورها أكدت اختصاصية التغذية حلا يوسف أن فاكهة التين تحوي عناصر غذائية مهمة للجسم، وهي تفيد في تعزيز صحة الجهاز الهضمي وتحسين صحة الأوعية الدموية والقلب وضبط السكر في الدم وعلاج أعراض الالتهابات الجلدية وغيرها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
الضفة الغربية تُعيد الصراع إلى جذوره.. تصدٍّ للاحتلال وتصعيد في العمل المقاوم.. الكيان أمام تحدٍّ خطر والكوارث تتفاقم أسعارها أخرجتها من قائمة المأكولات الشعبية.. المعجنات تسجل ارتفاعاً جديداً بحجة أسعار المواد الأولية تجفيف الخضار.. خيار ربّة المنزل لمؤونة الشتاء في ظل الانقطاع الطويل للكهرباء اليوم بدء صرف المستحقات المالية للمزارعين المتضررين في طرطوس ضمن إجراءات تحويله إلى مشفى.. «صحة الحسكة» تستعد للبدء بإعادة تأهيل الطابق الثالث في المركز الطبي بالمدينة «ورطة» الهدية في المناسبات.. أشخاص يقاطعون أقاربهم لعدم قدرتهم على أدائها وآخرون جابهوا واستمروا في علاقاتهم الغرفة الفتية الدولية تطلق بازار «حرفة وفنّ» في جبلة لتوفير دعم مستدام للشباب ألف مكتب سياحي رُخِص له خلال الأزمة لم يستطع تنظيم رحلة داخلية واحدة لدمشق من أساسيات المؤونة لفصل الشتاء.. "تين الهبول" حلوى تراثية شعبية ومورد رزق للكثير من العائلات في القرى الجبلية عائداتها الاقتصادية مغرية... "الاستوائية" بمواجهة السيادة الغذائية ما لم تقترن بالدراسة الممنهجة لأجواء الزراعة المحلية